نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 318
قلت. و ممن توفى فيها داود بن رشيد. و صفوان بن صالح مؤذن أهل دمشق. و عبد الملك بن حبيب الفقيه المالكي، أحد المشاهير. و عثمان بن أبى شيبة صاحب التفسير و المسند المشهور. و محمد بن مهران الرازيّ. و محمود بن غيلان. و وهب بن نفيه.
و فيها توفى: أحمد بن عاصم الأنطاكي
أبو على الواعظ الزاهد أحد العباد و الزهاد، له كلام حسن في الزهد و معاملات القلوب، قال أبو عبد الرحمن السلمي: كان من طبقة الحارث المحاسبي، و بشر الحافى. و كان أبو سليمان الدارانيّ يسميه جاسوس القلوب لحدة فراسته. روى عن أبى معاوية الضرير و طبقته، و عنه أحمد بن الحواري، و محمود بن خالد، و أبو زرعة الدمشقيّ. و غيرهم. روى عنه أحمد بن الحواري عن مخلد ابن الحسين عن هشام بن حسان قال: مررت بالحسن البصري و هو جالس وقت السحر فقلت: يا أبا سعيد مثلك يجلس في هذا الوقت؟ قال: إني توضأت و أردت نفسي على الصلاة فأبت على، و أرادتنى على أن تنام فأبيت عليها. و من مستجاد كلامه قوله: إذا أردت صلاح قلبك فاستعن عليه بحفظ جوارحك. و قال: من الغنيمة الباردة أن تصلح ما بقي من عمرك فيغفر لك ما مضى منه. و قال:
يسير اليقين يخرج الشك كله من قلبك، و يسير الشك يخرج اليقين كله منه. و قال: من كان باللَّه أعرف كان منه أخوف. و قال: خير صاحب لك في دنياك الهم، يقطعك عن الدنيا و يوصلك إلى الآخرة. و من شعره.
هممت و لم أعزم و لو كنت صادقا* * * عزمت و لكن الفطام شديد
و لو كان لي عقل و إيقان موقن* * * لما كنت عن قصد الطريق أحيد
و لو كان في غير السلوك مطامعى* * * و لكن عن الأقدار كيف أميد
و من شعره أيضا:
قد بقينا مذبذبين حيارى* * * نطلب الصدق ما إليه سبيل
فدواعي الهوى تخف علينا* * * و خلاف الهوى علينا ثقيل
فقد الصدق في الأماكن حتى* * * وصفه اليوم ما عليه دليل
لا نرى خائفا فيلزمنا الخوف* * * و لسنا نرى صادقا على ما يقول
و من شعره أيضا:
هون عليك فكل الأمر ينقطع* * * و خل عنك ضباب الهم يندفع
فكل هم له من بعده فرج* * * و كل كرب إذا ما ضاق يتسع
إن البلاء و إن طال الزمان به* * * الموت يقطعه أو سوف ينقطع
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 318