نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 317
كأنك قد وضعت عليه دنا* * * فتحت بزاله من فرد عين
هما فأل الزمان بهلك يحيى* * * إذا افتتحالقضاء بأعورين
و غزا الصائفة في هذه السنة على بن يحيى الأرمني. و حج بالناس على بن عيسى بن جعفر بن أبى جعفر المنصور أمير الحجاز. و فيها توفى حاتم الأصم. و ممن توفى فيها عبد الأعلى بن حماد. و عبيد اللَّه ابن معاذ العنبري. و أبو كامل الفضيل بن الحسن الجحدري.
ثم دخلت سنة ثمان و ثلاثين و مائتين
في ربيع الأول منها حاصر بغا مدينة تفليس و على مقدمته زيرك التركي، فخرج إليه صاحب تفليس إسحاق بن إسماعيل فقاتله فأسر بغا إسحاق فأمر بغا بضرب عنقه و صلبه، و أمر بإلقاء النار في النفط إلى نحو المدينة، و كان أكثر بنائها من خشب الصنوبر، فأحرق أكثرها و أحرق من أهلها نحوا من خمسين ألفا، و طفئت النار بعد يومين، لأن نار الصنوبر لا بقاء لها. و دخل الجند فأسروا من بقي من أهلها و استلبوهم حتى استلبوا المواشي. ثم سار بغا إلى مدن أخرى ممن كان يمالئ أهلها مع من قتل نائب أرمينية يوسف بن محمد بن يوسف، فأخذ بثأره و عاقب من تجرأ عليه.
و فيها جاءت الفرنج في نحو من ثلاثمائة مركب قاصدين مصر من جهة دمياط، فدخلوها فجأة فقتلوا من أهلها خلقا و حرقوا المسجد الجامع و المنبر، و أسروا من النساء نحوا من ستمائة امرأة، من المسلمات مائة و خمسة و عشرين امرأة، و سائرهن من نساء القبط، و أخذوا من الأمتعة و المال و الأسلحة شيئا كثيرا جدا، و فر الناس منهم في كل جهة، و كان من غرق في بحيرة تنيس أكثر ممن أسروه، ثم رجعوا على حمية و لم يعرض لهم أحد حتى رجعوا بلادهم لعنهم اللَّه. و في هذه السنة غزا الصائفة على ابن يحيى الأرمني. و فيها حج بالناس الأمير الّذي حج بهم قبلها.
و فيها توفى إسحاق بن راهويه أحد الأعلام و علماء الإسلام، و المجتهدين من الأنام. و بشر بن الوليد الفقيه الحنفي. و طالون بن عباد. و محمد بن بكار بن الزيات. و محمد بن البرجانى. و محمد بن أبى السري العسقلاني
. ثم دخلت سنة تسع و ثلاثين و مائتين
في المحرم منها زاد المتوكل في التغليظ على أهل الذمة في التميز في اللباس و أكد الأمر بتخريب الكنائس المحدثة في الإسلام. و فيها نفى المتوكل على بن الجهم إلى خراسان. و فيها اتفق شعانين النصارى و يوم النيروز في يوم واحد و هو يوم الأحد لعشرين ليلة خلت من ذي القعدة. و زعمت النصارى أن هذا لم يتفق مثله في الإسلام إلا في هذا العام. و غزا الصائفة على بن يحيى المذكور.
و فيها حج بالناس عبد اللَّه بن محمد بن داود والى مكة.
قال ابن جرير: و فيها توفى أبو الوليد محمد بن القاضي أحمد بن أبى دؤاد الأيادي المعتزلي.
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 317