responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 315

نظير فيه. قال المعتصم: إن إسحاق إذا غنى يخيل لي أنه قد زيد في ملكي. و قال المأمون: لو لا اشتهاره بالغناء لوليته القضاء لما أعلمه من عفته و نزاهته و أمانته. و له شعر حسن و ديوان كبير، و كانت عنده كتب كثيرة من كل فن. توفى في هذه السنة و قيل في التي قبلها، و قيل في التي بعدها.

و قد ترجمه ابن عساكر ترجمة حافلة و ذكر عنه أشياء حسنة و أشعارا رائقة و حكايات مدهشة يطول استقصاؤها. فمن غريب ذلك أنه غنى يوما يحيى بن خالد بن برمك فوقع له بألف ألف و وقع له ابنه جعفر بمثلها، و ابنه الفضل بمثلها، في حكايات طويلة.

و فيها توفى شريح بن يونس. و شيبان بن فروخ. و عبيد اللَّه بن عمر القواريري. و أبو بكر بن أبى شيبة أحد الأعلام و أئمة الإسلام و صاحب المصنف الّذي لم يصنف أحد مثله قط لا قبله و لا بعده.

ثم دخلت سنة ست و ثلاثين و مائتين‌

فيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن على بن أبى طالب و ما حوله من المنازل و الدور، و نودي في الناس من وجد هنا بعد ثلاثة أيام ذهبت به إلى المطبق. فلم يبق هناك بشر، و اتخذ ذلك الموضع مزرعة تحرث و تستغل. و فيها حج بالناس محمد بن المنتصر بن المتوكل. و فيها توفى محمد بن إبراهيم ابن مصعب سمه ابن أخيه محمد بن إسحاق بن إبراهيم، و كان محمد بن إبراهيم هذا من الأمراء الكبار. و فيها توفى الحسن بن سهل الوزير والد بوران زوجة المأمون التي تتقدم ذكرها، و كان من سادات الناس، و يقال إن إسحاق بن إبراهيم المغنى توفى في هذه السنة فاللَّه أعلم. و فيها توفى أبو سعيد محمد بن يوسف المروزي فجأة، فولى ابنه يوسف مكانه على نيابة أرمينية. و فيها توفى إبراهيم بن المنذر الحرابى. و مصعب بن عبد اللَّه الزبيري. و هدبة بن خالد القيسي. و أبو الصلت الهروي أحد الضعفاء.

ثم دخلت سنة سبع و ثلاثين و مائتين‌

فيها قبض يوسف بن محمد بن يوسف نائب أرمينية على البطريق الكبير بها و بعثه إلى نائب الخليفة، و اتفق بعد بعثه إياه أن سقط ثلج عظيم على تلك البلاد، فتحزب أهل تلك الطريق و جاءوا فحاصروا البلد التي بها يوسف فخرج إليهم ليقاتلهم فقتلوه و طائفة كبيرة من المسلمين الذين معه و هلك كثير من الناس من شدة البرد، و لما بلغ المتوكل ما وقع من هذا الأمر الفظيع أرسل إلى أهل تلك الناحية بغا الكبير في جيش كثيف جدا فقتل من أهل تلك الناحية ممن حاصر المدينة نحوا من ثلاثين ألفا و أسر منهم طائفة كبيرة، ثم سار إلى بلاد ألباق من كور البسفرّجان و سلك إلى مدن كثيرة كبار و مهد الممالك و وطد البلاد و النواحي. و في صفر منها غضب المتوكل على ابن أبى دؤاد القاضي المعتزلي و كان على المظالم، فعزله عنها و استدعى بيحيى بن أكثم فولاه قضاء القضاة و المظالم أيضا. و في ربيع الأول أمر الخليفة بالاحتياط على ضياع ابن أبى دؤاد و أخذ ابنه أبا الوليد محمد

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست