responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 314

مسجد، و أمر بتسوية قبورهم بالأرض، و كتب بذلك إلى سائر الأقاليم و الآفاق، و إلى كل بلد و رستاق.

و فيها خرج رجل يقال له محمود بن الفرج النيسابورىّ، و هو ممن كان يتردد إلى خشبة بابك و هو مصلوب فيقعد قريبا منه، و ذلك بقرب دار الخلافة بسر من رأى، فادعى أنه نبي، و أنه ذو القرنين و قد اتبعه على هذه الضلالة و وافقه على هذه الجهالة جماعة قليلون، و هم تسعة و عشرون رجلا، و قد نظم لهم كلاما في مصحف له قبّحه اللَّه، زعم أن جبريل جاءه به من اللَّه، فأخذ فرفع أمره إلى المتوكل فأمر فضرب بين يديه بالسياط، فاعترف بما نسب إليه و ما هو معول عليه، و أظهر التوبة من ذلك و الرجوع عنه، فأمر الخليفة كل واحد من أتباعه التسعة و العشرين أن يصفعه فصفعوه عشر صفعات فعليه و عليهم لعنة رب الأرض و السموات. ثم اتفق موته في يوم الأربعاء لثلاث خلون من ذي الحجة من هذه السنة.

و في يوم السبت لثلاث بقين من ذي الحجة أخذ المتوكل على اللَّه العهد من بعده لأولاده الثلاثة و هم: محمد المنتصر، ثم أبو عبد اللَّه المعتز، و اسمه محمد، و قيل الزبير، ثم لإبراهيم و سماه المؤيد باللَّه، و لم يل الخلافة هذا. و أعطى كل واحد منهم طائفة من البلاد يكون نائبا عليها و يستنيب فيها و يضرب له السكة بها، و قد عين ابن جرير ما لكل واحد منهم من البلدان و الأقاليم، و عقد لكل واحد منهم لواءين لواء أسود للعهد، و لواء للعمالة، و كتب بينهم كتابا بالرضى منهم و مبايعته لأكثر الأمراء على ذلك و كان يوما مشهودا. و فيها في شهر ذي الحجة منها تغير ماء دجلة إلى الصفرة ثلاثة أيام ثم صار في لون ماء الدردي ففزع الناس لذلك. و فيها أتى المتوكل بيحيى بن عمر بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب من بعض النواحي، و كان قد اجتمع إليه قوم من الشيعة فأمر بضربه فضرب ثماني عشرة مقرعة ثم حبس في المطبق. و حج بالناس محمد بن داود.

قال ابن جرير: و فيها توفى إسحاق بن إبراهيم صاحب الجسر- يعنى نائب بغداد- يوم الثلاثاء لسبع بقين من ذي الحجة و جعل ابنه محمد مكانه، و خلع عليه خمس خلع و قلده سيفا. قلت:

و قد كان نائبا في العراق من زمن المأمون، و هو من الدعاة تبعا لسادته و كبرائه إلى القول بخلق القرآن الّذي قال اللَّه تعالى فيهم‌ رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا الآية. و هو الّذي كان يمتحن الناس و يرسلهم إلى المأمون.

و فيها توفى: إسحاق بن ماهان‌

الموصلي النديم الأديب ابن الأديب النادر الشكل في وقته، المجموع من كل فن يعرفه أبناء عصره، في الفقه و الحديث و الجدل و الكلام و اللغة و الشعر، و لكن اشتهر بالغناء لانه لم يكن له في الدنيا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست