responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 31

لهم، و بدأ بالصلاة قبل الخطبة، و كبر ستا في الأولى قبل القراءة، لا أربعا. و خمسا في الثانية لا ثلاثا، خلافا لهم. و ابتدأ الخطبة بالذكر و التكبير و ختمها بالقراءة، و انصرف الناس من صلاة العيد و قد أعد لهم أبو مسلم طعاما فوضعه بين أيدي الناس، و كتب إلى نصر بن سيار كتابا بدأ فيه بنفسه ثم قال إلى نصر بن سيار. بسم اللَّه الرحمن الرحيم: أما بعد فان اللَّه غير أقواما في كتابه فقال‌ وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى‌ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ‌ إلى قوله‌ تَحْوِيلًا فعظم على نصر أن قدم اسمه على اسمه، و أطال الفكر، و قال: هذا كتاب له جواب.

قال ابن جرير: ثم بعث نصر بن سيار خيلا عظيمة لمحاربة أبى مسلم، و ذلك بعد ظهوره بثمانية عشر شهرا، فأرسل أبو مسلم إليهم مالك بن الهيثم الخزاعي، فالتقوا، فدعاهم مالك إلى الرضا عن آل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فأبوا ذلك، فتصافوا من أول النهار إلى العصر، فجاء إلى مالك مدد فقوى فظفر بهم مالك، و كان هذا أول موقف اقتتل فيه جند بنى العباس و جند بنى أمية.

و في هذه السنة غلب خازم بن خزيمة على مروالروذ و قتل عاملها من جهة نصر بن سيار، و هو بشر بن جعفر السعدي، و كتب بالفتح إلى أبى مسلم، و كان أبو مسلم إذ ذاك شابا حدثا قد اختاره إبراهيم لدعوتهم. و ذلك لشهامته و صرامته، و قوة فهمه و جودة ذهنه، و أصله من سواد الكوفة، و كان مولى لإدريس بن معقل العجليّ، فاشتراه بعض دعاة بنى العباس بأربعمائة درهم، ثم أخذه محمد بن على ثم آل ولاؤه لآل العباس، و زوجه إبراهيم الامام بابنة أبى النجم إسماعيل بن عمران، و أصدقها عنه و كتب إلى دعاتهم بخراسان و العراق أن يسمعوا منه، فامتثلوا أمره، و قد كانوا في السنة الماضية قبل هذه السنة ردوا عليه أمره لصغره فيهم، فلما كانت هذه السنة أكد الامام كتابه إليهم في الوصاة به و طاعته، و كان في ذلك الخير له و لهم‌ وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً و لما فشا أمر أبى مسلم بخراسان تعاقدت طوائف من العرب الذين بها على حربه و مقاتلته، و لم يكره الكرماني و شيبان لأنهما خرجا على نصر و أبو مسلم مخالف لنصر كحالهما، و هو مع ذلك يدعو إلى خلع مروان الحمار، و قد طلب نصر من شيبان أن يكون معه على حرب أبى مسلم، أو يكف عنه حتى يتفرغ لحربه، فإذا قتل أبا مسلم عادا إلى عداوتهما، فأجابه إلى ذلك، فبلغ ذلك أبا مسلم فبعث إلى الكرماني يعلمه بذلك فلام الكرماني شيبان على ذلك، و ثناه عن ذلك، و بعث أبو مسلم إلى هراة النضر بن نعيم فأخذها من عاملها عيسى بن عقيل الليثي، و كتب إلى أبى مسلم بذلك، و جاء عاملها إلى نصر هاربا، ثم إن شيبان وادع نصر بن سيار سنة على ترك الحرب بينه و بينه، و ذلك عن كره من الكرماني، فبعث ابن الكرماني إلى أبى مسلم إني معك على قتال نصر، و ركب أبو مسلم في خدمة الكرماني فاتفقا على حرب نصر و مخالفته، و تحول أبو مسلم إلى موضع فسيح و كثر جنده و عظم جيشه، و استعمل على الحرص و الشرط

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست