نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 32
و الرسائل و الديوان و غير ذلك مما يحتاج إليه الملك عمالا، و جعل القاسم بن مجاشع التميمي- و كان أحد النقباء- على القضاء و كان يصلى بأبي مسلم الصلوات، و يقص بعض القصص فيذكر محاسن بنى هاشم و يذم بنى أمية، ثم تحول أبو مسلم إلى قرية يقال لها بالين، و كان في مكان منخفض، فخشي أن يقطع عنه نصر بن سيار الماء، و ذلك في سادس ذي الحجة من هذه السنة، و صلى بهم يوم النحر القاضي القاسم بن مجاشع، و صار نصر بن سيار في جحافل كالسحاب قاصدا قتال أبى مسلم، و استخلف على البلاد ثوابا و كان من أمرهما ما سنذكره في السنة الآتية.
مقتل ابن الكرماني
و نشبت الحرب بين نصر بن سيار و بين ابن الكرماني- و هو جديع بن على الكرماني فقتل بينهما من الفريقين خلق كثير، و جعل أبو مسلم يكاتب كلا من الطائفتين و يستميلهم إليه، يكتب إلى نصر و إلى ابن الكرماني: إن الامام قد أوصاني بكم خيرا و لست أعدو رأيه فيكم، و كتب إلى الكور يدعو إلى بنى العباس فاستجاب له خلق كثير و جم غفير، و أقبل أبو مسلم فنزل بين خندق نصر و خندق ابن الكرماني، فهابه الفريقان جميعا، و كتب نصر بن سيار إلى مروان يعلمه بأمر أبى مسلم، و كثرة من معه، و أنه يدعو إلى إبراهيم بن محمد، و كتب في جملة كتابه:
أرى بين الرماد و ميض جمر* * * و أحرى أن يكون له ضرام
فان النار بالعيدان تذكى* * * و إن الحرب مبدؤها الكلام
فقلت من التعجب ليت شعرى* * * أيقاظ أمية أم نيام
فكتب إليه مروان: الشاهد يرى ما لا يراه الغائب، فقال نصر: إن صاحبكم قد أخبركم أن لا نصر عنده. و بعضهم يرويها بلفظ آخر:-
أرى خلل الرماد و ميض نار* * * فيوشك أن يكون لها ضرام
فان النار بالعيدان تذكى* * * و إن الحرب أولها كلام
فان لم يطفها عقلاء قوم* * * يكون وقودها جثث وهام
أقول من التعجب ليت شعرى* * * أيقاظ أمية أم نيام
فان كانوا لحينهم نياما* * * فقل قوموا فقد حان القيام
قال ابن خلكان: و هذا كما قال بعض علوية الكوفة حين خرج محمد و إبراهيم ابنا عبد اللَّه بن الحسين على المنصور أخى السفاح:
أرى نارا تشب على بقاع* * * لها في كل ناحية شعاع
و قد رقدت بنو العباس عنها* * * و باتت و هي آمنة رتاع
كما رقدت أمية ثم هبت* * * تدافع حين لا يغنى الدفاع
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 32