responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 30

مروان من الموصل فأقام بمنزله بحران [و قد وجد سرورا بزوال الخوارج، و لكن لم يتم سروره، بل أعقبه القدر من هو أقوى شوكة و أعظم أتباعا، و أشد بأسا من الخوارج، و هو ظهور أبى مسلم الخراساني الداعية إلى دولة بنى العباس‌]. [1]

أول ظهور أبى مسلم الخراساني‌

و في هذه السنة ورد كتاب من إبراهيم بن محمد الامام العباسي بطلب أبى مسلم الخراساني من خراسان، فسار إليه في سبعين من النقباء، لا يمرون ببلد إلا سألوهم إلى أين تذهبون؟ فيقول أبو مسلم: نريد الحج. و إذا توسم أبو مسلم من بعضهم ميلا إليهم دعاهم إلى ما هم فيه فيجيبه إلى ذلك، فلما كان ببعض الطريق جاء كتاب ثان من إبراهيم الامام إلى أبى مسلم: إني بعثت إليك براية النصر فارجع إلى خراسان و أظهر الدعوة، و أمر قحطبة بن شبيب أن يسير بما معه من الأموال و التحف إلى إبراهيم الامام فيوافيه في الموسم، فرجع أبو مسلم بالكتاب فدخل خراسان في أول يوم من رمضان فرفع الكتاب إلى سليمان بن كثير و فيه: أن أظهر دعوتك و لا تتربص. فقدموا عليهم أبا مسلم الخراساني داعيا إلى بنى العباس، فبعث أبو مسلم دعاته في بلاد خراسان، و أمير خراسان نصر بن سيار- مشغول بقتال الكرماني، و شيبان بن سلمة الحروري، و قد بلغ من أمره أنه كان يسلم عليه أصحابه بالخلافة في طوائف كثيرة من الخوارج، فظهر أمر أبى مسلم و قصده الناس من كل جانب، فكان ممن قصده في يوم واحد أهل ستين قرية، فأقام هناك اثنين و أربعين يوما، ففتحت على يديه أقاليم كثيرة. و لما كان ليلة الخميس لخمس بقين من رمضان في هذه السنة، عقد أبو مسلم اللواء الّذي بعثه إليه الامام، و يدعى الظل، على رمح طوله أربعة عشر ذراعا، و عقد الراية التي بعث بها الامام أيضا، و تدعى السحاب، على رمح طوله ثلاثة عشر ذراعا، و هما سوداوان، و هو يتلو قوله تعالى‌ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى‌ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ و لبس أبو مسلم و سليمان بن كثير و من أجابهم إلى هذه الدعوة، السواد، و صارت شعارهم، و أوقدوا في هذه الليلة نارا عظيمة يدعون بها أهل تلك النواحي، و كانت علامة بينهم فتجمعوا. و معنى تسمية إحدى الرايتين بالسحاب أن السحاب كما يطبق جميع الأرض كذلك بنو العباس تطبق دعوتهم أهل الأرض، و معنى تسمية الأخرى بالظل أن الأرض كما أنها لا تخلو من الظل فكذلك بنو العباس لا تخلو الأرض من قائم منهم. و أقبل الناس إلى أبى مسلم من كل جانب، و كثر جيشه.

و لما كان يوم عيد الفطر أمر أبو مسلم سليمان بن كثير أن يصلى بالناس، و نصب له منبرا، و أن يخالف في ذلك بنى أمية، و يعمل بالسنة، فنودي للصلاة الصلاة جامعة، و لم يؤذن و لم يقم خلافا


[1] هذه الزيادة من نسخة أخرى في الأستانة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست