responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 305

نصر للواثق: و حدثني سفيان بحديث يرفعه «إن قلب ابن آدم بإصبعين من أصابع اللَّه يقلبه كيف شاء»

و كان النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) يقول: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك».

فقال له إسحاق بن إبراهيم: ويحك، انظر ما تقول. فقال: أنت أمرتنى بذلك. فأشفق إسحاق من ذلك و قال: أنا أمرتك؟ قال: نعم، أنت أمرتنى أن أنصح له. فقال الواثق لمن حوله: ما تقولون في هذا الرجل؟

فأكثروا القول فيه. فقال عبد الرحمن بن إسحاق- و كان قاضيا على الجانب الغربي فعزل و كان موادا لأحمد بن نصر قبل ذلك- يا أمير المؤمنين هو حلال الدم. و قال أبو عبد اللَّه الأرمني صاحب أحمد بن أبى دؤاد: اسقني دمه يا أمير المؤمنين. فقال الواثق: لا بد أن يأتى ما تريد. و قال ابن أبى دؤاد: هو كافر يستتاب لعل به عاهة أو نقص عقل. فقال الواثق: إذا رأيتموني قمت إليه فلا يقومن أحد معى، فانى أحتسب خطاى. ثم نهض إليه بالصمصامة- و قد كانت سيفا لعمرو بن معديكرب الزبيدي أهديت لموسى الهادي في أيام خلافته و كانت صفيحة مسحورة في أسفلها مسمورة بمسامير- فلما انتهى إليه ضربه بها على عاتقه و هو مربوط بحبل قد أوقف على نطع، ثم ضربه أخرى على رأسه ثم طعنه بالصمصامة في بطنه فسقط صريعا (رحمه اللَّه) على النطع ميتا، فانا للَّه و إنا إليه راجعون.

(رحمه اللَّه) و عفا عنه. ثم انتضى سيما الدمشقيّ سيفه فضرب عنقه و حرز رأسه و حمل معترضا حتى أتى به الحظيرة التي فيها بابك الخرمى فصلب فيها، و في رجليه زوج قيود و عليه سراويل و قميص، و حمل رأسه إلى بغداد فنصب في الجانب الشرقي أياما، و في الغربي أياما، و عنده الحرس في الليل و النهار، و في أذنه رقعة مكتوب فيها: هذا رأس الكافر المشرك الضال أحمد بن نصر الخزاعي، ممن قتل على يدي عبد اللَّه هارون الامام الواثق باللَّه أمير المؤمنين بعد أن أقام عليه الحجة في خلق القرآن، و نفى التشبيه و عرض عليه التوبة و مكنه من الرجوع إلى الحق فأبى إلا المعاندة و التصريح، فالحمد للَّه الّذي عجله إلى ناره و أليم عقابه بالكفر، فاستحل بذلك أمير المؤمنين دمه و لعنه.

ثم أمر الواثق بتتبع رءوس أصحابه فأخذ منهم نحوا من تسع و عشرين رجلا فأودعوا في السجون و سموا الظلمة، و منعوا أن يزورهم أحد و قيدوا بالحديد، و لم يجر عليهم شي‌ء من الأرزاق التي كانت تجرى على المحبوسين، و هذا ظلم عظيم.

و قد كان أحمد بن نصر هذا من أكابر العلماء العاملين القائمين بالأمر بالمعروف و النهى عن المنكر، و سمع الحديث من حماد بن زيد، و سفيان بن عيينة، و هاشم بن بشير، و كانت عنده مصنفاته كلها، و سمع من الامام مالك بن أنس أحاديث جيدة، و لم يحدث بكثير من حديثه، و حدث عنه أحمد بن إبراهيم الدورقي، و أخوه يعقوب بن إبراهيم و يحيى بن معين، و ذكره يوما فترحم عليه و قال:

قد ختم اللَّه له بالشهادة، و كان لا يحدث و يقول إني لست أهلا لذلك. و أحسن يحيى بن معين الثناء

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست