responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 304

غير دليل و لا برهان، و لا حجة و لا بيان، و لا سنة و لا قرآن. فقام أحمد بن نصر هذا يدعو إلى اللَّه و إلى الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر و القول بأن القرآن كلام اللَّه منزل غير مخلوق، في أشياء كثيرة دعا الناس إليها. فاجتمع عليه جماعة من أهل بغداد، و التف عليه من الألوف أعداد، و انتصب للدعوة إلى أحمد بن نصر هذا رجلان و هما أبو هارون السراج يدعو أهل الجانب الشرقي، و آخر يقال له طالب يدعو أهل الجانب الغربي فاجتمع عليه من الخلائق ألوف كثيرة، و جماعات غزيرة، فلما كان شهر شعبان من هذه السنة انتظمت البيعة لأحمد بن نصر الخزاعي في السر على القيام بالأمر بالمعروف و النهى عن المنكر، و الخروج على السلطان لبدعته و دعوته إلى القول بخلق القرآن، و لما هو عليه و أمراؤه و حاشيته من المعاصي و الفواحش و غيرها. فتواعدوا على أنهم في الليلة الثالثة من شعبان- و هي ليلة الجمعة- يضرب طبل في الليل فيجتمع الذين بايعوا في مكان اتفقوا عليه، و أنفق طالب و أبو هارون في أصحابه دينارا دينارا، و كان من جملة من أعطوه رجلان من بنى أشرس، و كانا يتعاطيان الشراب، فلما كانت ليلة الخميس شربا في قوم من أصحابهم و اعتقدوا أن تلك الليلة هي ليلة الوعد، و كان ذلك قبله بليلة، فقاما يضربان على طبل في الليل ليجتمع إليهما الناس، فلم يجئ أحد و انخرم النظام و سمع الحرس في الليل فأعلموا نائب السلطنة، و هو محمد بن إبراهيم بن مصعب، و كان نائبا لأخيه إسحاق بن إبراهيم، لغيبته عن بغداد، فأصبح الناس متخبطين، و اجتهد نائب السلطنة على إحضار دينك الرجلين فاحضرا فعاقبهما فأقرا على أحمد بن نصر، فطلبه و أخذ خادما له فاستقره فأقر بما أقر به الرجلان، فجمع جماعة من رءوس أصحاب أحمد بن نصر معه و أرسل بهم إلى الخليفة بسر من رأى، و ذلك في آخر شعبان، فأحضر له جماعة من الأعيان و حضر القاضي أحمد بن أبى دؤاد المعتزلي، و أحضر أحمد بن نصر و لم يظهر منه على أحمد ابن نصر عتب، فلما أوقف أحمد بن نصر بين يدي الواثق لم يعاتبه على شي‌ء مما كان منه في مبايعته العوام على الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر و غيره، بل أعرض عن ذلك كله و قال له: ما تقول في القرآن؟ فقال: هو كلام اللَّه. قال: أ مخلوق هو؟ قال هو كلام اللَّه. و كان أحمد بن نصر قد استقتل و باع نفسه و حضر و قد تحنط و تنور و شد على عورته ما يسترها فقال له. فما تقول في ربك، أ تراه يوم القيامة؟ فقال: يا أمير المؤمنين قد جاء القرآن و الأخبار بذلك، قال اللَّه تعالى‌ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى‌ رَبِّها ناظِرَةٌ

و قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): «إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته».

فنحن على الخبر. زاد الخطيب قال الواثق: ويحك! أ يرى كما يرى المحدود المتجسم؟

و يحويه مكان و يحضره الناظر؟ أنا أكفر برب هذه صفته.

قلت: و ما قاله الواثق لا يجوز و لا يلزم و لا يرد به هذا الخبر الصحيح و اللَّه أعلم. ثم قال أحمد بن‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست