نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 303
لا تكلني إلى التوسل بالعذر* * * لعلى ان لا أقوم بعذري
و من شعره قوله:
نحن قوم يليننا الخد و النحر* * * على اننا نلين الحديدا
طوع أيدي الصبا تصيدنا العين* * * و من شأننا نصيد الأسودا
نملك الصيد ثم تملكنا البيض* * * المضيئات عينا و خدودا
تتقى سخطنا الأسود و نخشى* * * سقط الخشف حين تبدي القعودا
فترانا يوم الكريهة أحرارا* * * و في السلم للغوانى عبيدا
قال ابن خلكان: و كان خزاعيا من موالي طلحة الطلحات الخزاعي، و قد كان أبو تمام يمدحه، فدخل إليه مرة فأضافه الملح بهمدان فصنف له كتاب الحماسة عند بعض نسائه [و لما ولاه المأمون نيابة الشام و مصر صار إليها و قد رسم له بما في ديار مصر من الحواصل، فحمل إليه و هو في أثناء الطريق ثلاثة آلاف ألف دينار، ففرقها كلها في مجلس واحد، و أنه لما واجه مصر نظر إليها فاحتقرها و قال:
قبح اللَّه فرعون، ما كان أخسه و أضعف همته حين تبجح و تعاظم بملك هذه القرية، و قال: أنا ربكم الأعلى. و قال: أ ليس لي ملك مصر. فكيف لو رأى بغداد و غيرها [1]].
و فيها توفى على بن جعد الجوهري. و محمد بن سعد كاتب الواقدي مصنف كتاب الطبقات و غيره. و سعيد بن محمد الجرمي.
ثم دخلت سنة إحدى و ثلاثين و مائتين
فيها وقعت مفاداة الأسارى المسلمين الذين كانوا في أيدي الروم على يدي الأمير خاقان الخادم و ذلك في المحرم من هذه السنة، و كان عدة الأسارى أربعة آلاف و ثلاثمائة و اثنين و ستين أسيرا.
و فيها كان مقتل أحمد بن نصر الخزاعي (رحمه اللَّه) و أكرم مثواه.
و كان سبب ذلك أن هذا الرجل و هو أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم الخزاعي و كان جده مالك ابن الهيثم من أكبر الدعاة إلى دولة بنى العباس الذين قتلوا ولده هذا، و كان أحمد بن نصر هذا له و جاهة و رياسة، و كان أبو نصر بن مالك يغشاه أهل الحديث، و قد بايعه العامة في سنة إحدى و مائتين على القيام بالأمر و النهى حين كثرت الشطار و الدعار في غيبة المأمون عن بغداد كما تقدم ذلك، و به تعرف سويقة نصر ببغداد، و كان أحمد بن نصر هذا من أهل العلم و الديانة و العمل الصالح و الاجتهاد في الخير، و كان من أئمة السنة الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر، و كان ممن يدعو إلى القول بأن القرآن كلام اللَّه منزل غير مخلوق، و كان الواثق من أشد الناس في القول بخلق القرآن، يدعو إليه ليلا و نهارا، سرا و جهارا، اعتمادا على ما كان عليه أبوه قبله و عمه المأمون، من