responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 302

فجعل الرشيد يكرر قوله: إنما العاجز من لا يستبد، و يعجبه ذلك. فلما كان الصباح دخل عليه يحيى بن خالد فأنشده الرشيد هذين البيتين و هو يستحسنهما، ففهم ذلك يحيى بن خالد و خاف و سأل عن من أنشد ذلك للرشيد؟ فقيل له أبو العود. فبعث إليه و أعطاه الثلاثين ألفا و أعطاه من عنده عشرين ألفا، و كذلك ولده الفضل و جعفر، فما كان عن قريب حتى أخذ الرشيد البرامكة، و كان من أمرهم ما كان.

فلما سمع ذلك الواثق أعجبه ذلك و جعل يكرر قول الشاعر: إنما العاجز من لا يستبد. ثم بطش بالكتاب و هم الدواوين على إثر ذلك، و أخذ منهم أموالا عظيمة جدا. و فيها حج بالناس أمير السنة الماضية و هو أمير الحجيج في السنتين الماضيتين.

و فيها توفى خلف بن هشام البزار أحد مشاهير القراء، و عبد اللَّه بن محمد السندي، و نعيم بن حماد الخزاعي أحد أئمة السنة بعد أن كان من أكابر الجهمية، و له المصنفات في السنن و غيرها، و بشار بن عبد اللَّه المنسوب إليه النسخة المكذوبة عنه أو منه، و لكنها عالية الاسناد إليه، و لكنها موضوعة

. ثم دخلت سنة ثلاثين و مائتين‌

في جمادى منها خرجت بنو سليم حول المدينة النبويّة فعاثوا في الأرض فسادا، و أخافوا السبيل، و قاتلهم أهل المدينة فهزموا أهلها و استحوذوا على ما بين المدينة و مكة من المناهل و القرى، فبعث إليهم الواثق بغا الكبير أبا موسى التركي في جيش فقاتلهم في شعبان فقتل منهم خمسين فارسا و أسر منهم و انهزم بقيتهم، فدعاهم إلى الأمان و أن يكونوا على حكم أمير المؤمنين، فاجتمع إليه منهم خلق كثير، فدخل بهم المدينة و سجن رءوسهم في دار يزيد بن معاوية و خرج إلى الحج في هذه السنة، و شهد معه الموسم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب نائب العراق. و فيها حج بالناس محمد بن داود المتقدم.

و فيها توفى: عبد اللَّه بن طاهر بن الحسين‌

نائب خراسان و ما والاها. و كان خراج ما تحت يده في كل سنة ثمانية و أربعين ألف ألف درهم، فولى الواثق مكانه ابنه طاهر. و توفى قبله أشناس التركي بتسعة أيام، يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من هذه السنة. و قال ابن خلكان: توفى سنة ثمان و عشرين بمرو، و قيل بنيسابور. و كان كريما جوادا، و له شعر حسن، و قد ولى نيابة مصر بعد العشرين و مائتين.

و ذكر الوزير أبو القاسم بن المعزى أن البطيخ العبدلاوى الّذي بمصر منسوب إلى عبد اللَّه بن طاهر هذا. قال ابن خلكان: لأنه كان يستطيبه، و قيل لأنه أول من زرعه هناك و اللَّه أعلم.

و من جيد شعره:

اغتفر زلتي لتحرز فضل الشكر* * * منى و لا يفوتك أجرى‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست