responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 301

يوما ثم مات. و ليس هذا بصحيح، و لا أصل له، و إن كان قد لهج به بعض الناس كالزمخشري و غيره. و قد أورد له ابن عساكر أشياء من شعره مثل قوله:-

و لو كانت الأرزاق تجرى على الحجا* * * هلكن إذا من جهلهن البهائم‌

و لم يجتمع شرق و غرب لقاصد* * * و لا المجد في كف امرئ و الدراهم‌

و منه قوله:

و ما أنا بالغيران من دون غرسه‌* * * إذا أنا لم أصبح غيورا على العلم‌

طبيب فؤادي مذ ثلاثين حجة* * * و مذهب همي و المفرج للغم‌

و فيها توفى أبو نصر الفار أبى. و العبسيّ. و أبو الجهم. و مسدّد. و داود بن عمرو الضبيّ. و يحيى بن عبد الحميد الحماني.

ثم دخلت سنة تسع و عشرين و مائتين‌

فيها أمر الواثق بعقوبة الدواوين و ضربهم و استخلاص الأموال منهم، لظهور خياناتهم و إسرافهم في أمورهم، فمنهم من ضرب ألف سوط و أكثر من ذلك و أقل، و منهم من أخذ منه ألف ألف دينار، و دون ذلك، و جاهر الوزير محمد بن عبد الملك لسائر ولاة الشرط بالعداوة فعسفوا و حبسوا و لقوا شرا عظيما، و جهدا جهيدا، و جلس إسحاق بن إبراهيم للنظر في أمرهم، و أقيموا للناس و افتضحوا هم و الدواوين فضيحة بليغة، و كان سبب ذلك أن الواثق جلس ليلة في دار الخلافة و جلسوا يسمرون عنده، فقال: هل منكم أحد يعرف سبب عقوبة جدي الرشيد للبرامكة؟ فقال بعض الحاضرين: نعم يا أمير المؤمنين! سبب ذلك أن الرشيد عرضت له جارية فأعجبه جمالها فساوم سيدها فيها فقال: يا أمير المؤمنين إني أقسمت بكل يمين أن لا أبيعها بأقل من مائة ألف دينار، فاشتراها منه بها و بعث إلى يحيى بن خالد الوزير ليبعث إليه بالمال من بيت المال، فاعتل بأنها ليست عنده، فأرسل الرشيد إليه يؤنبه و يقول: أما في بيت مالي مائة ألف دينار؟ و ألح في طلبها فقال يحيى بن خالد: أرسلوها إليه دراهم ليستكثرها، و لعله يرد الجارية. فبعثوا بمائة ألف دينار دراهم و وضعوها في طريق الرشيد و هو خارج إلى الصلاة، فلما اجتاز به رأى كوما من دراهم، فقال: ما هذا قالوا: ثمن الجارية، فاستكثر ذلك و أمر بخزنها عند بعض خدمه في دار الخلافة، و أعجبه جمع المال في حواصله، ثم شرع في تتبع أموال بيت المال فإذا البرامكة قد استهلكوها، فجعل يهم بهم تارة يريد أخذهم و هلاكهم، و تارة يحجم عنهم، حتى إذا كان في بعض الليالي سمر عنده رجل يقال له أبو العود فأطلق له ثلاثين ألفا من الدراهم، فذهب إلى الوزير يحيى بن خالد بن برمك فطلبها منه فماطله مدة طويلة، فلما كان في بعض الليالي في السمر عرض أبو العود بذلك للرشيد في قول عمر بن أبى ربيعة:

وعدت هند و ما كادت تعد* * * ليت هندا أنجزتنا ما تعد

و استبدت مرة واحدة* * * إنما العاجز من لا يستبد

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست