responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 300

من تاريخ ابن عساكر، و قد ترجم له أبو تمام ترجمة حسنة. قال الخطيب: و هو شامي الأصل، و كان بمصر في حداثته يسقى الماء في المسجد الجامع، ثم جالس بعض الأدباء فاخذ عنهم و كان فطنا فهما، و كان يحب الشعر فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر فأجاد، و شاع ذكره و بلغ المعتصم خبره فحمله إليه و هو بسر من رأى، فعمل فيه قصائد فأجازه و قدمه على شعراء وقته، مقدم بغداد فجالس الأدباء و عاشر العلماء، و كان موصوفا بالظرف و حسن الأخلاق. و قد روى عنه أحمد بن أبى طاهر أخبارا بسنده. قال ابن خلكان: كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب غير القصائد و المقاطيع و غير ذلك، و كان يقال: في طيِّئ ثلاثة: حاتم في كرمه، و داود الطائي في زهده، و أبو تمام في شعره. و قد كان الشعراء في زمانه جماعة فمن مشاهيرهم أبو الشيص، و دعبل، و ابن أبى قيس، و كان أبو تمام من خيارهم دينا و أدبا و أخلاقا. و من رقيق شعره قوله:-

يا حليف الندى و يا معدن الجود* * * و يا خير من حويت القريضا

ليت حماك بى و كان لك الأجر* * * فلا تشتكي و كنت المريضا

و قد ذكر الخطيب عن إبراهيم بن محمد بن عرفة أن أبا تمام توفى في سنة إحدى و ثلاثين و مائتين و كذا قال ابن جرير. و حكى عن بعضهم أنه توفى في سنة إحدى و ثلاثين، و قيل سنة ثنتين و ثلاثين فاللَّه أعلم. و كانت وفاته بالموصل، و بنيت على قبره قبة، و قد رثاه الوزير محمد بن عبد الملك الزيات فقال:

نبأ أتى من أعظم الأنباء* * * لما ألم مقلقل الأحشاء

قالوا حبيب قد ثوى فأجبتهم‌* * * ناشدتكم لا تجعلوه الطائي‌

و قال غيره:

فجع القريض بخاتم الشعراء* * * و غدير روضتها حبيب الطائي‌

ماتا معا فتجاورا في حفرة* * * و كذلك كانا قبل في الأحياء

و قد جمع الصولي شعر أبى تمام على حروف المعجم. قال ابن خلكان: و قد امتدح أحمد بن المعتصم و يقال ابن المأمون بقصيدته التي يقول فيها:

إقدام عمرو في سماحة حاتم‌* * * في حلم أحنف في ذكاء إياس‌

فقال له بعض الحاضرين: أ تقول هذا لأمير المؤمنين و هو أكبر قدرا من هؤلاء؟ فإنك ما زدت على أن شبهته بأجلاف من العرب البوادي. فأطرق إطراقة ثم رفع رأسه فقال:

لا تنكروا ضربي له من دونه‌* * * مثلا شرودا به في الندى و الباس‌

فاللَّه قد ضرب الأقل لنوره‌* * * مثلا من المشكاة و النبراس‌

قال: فلما أخذوا القصيدة لم يجدوا فيها هذين البيتين، و إنما قالهما ارتجالا. قال: و لم يعش بعد هذا إلا قليلا حتى مات. و قيل إن الخليفة أعطاه الموصل لما مدحه بهذه القصيدة، فأقام بها أربعين‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست