responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 299

الأخرى خارج الدار، فاستمر كذلك ليلته حتى أصبح، فقيل له فيم تفكرت ليلتك؟ فقال:

تفكرت في بشر النصراني و بشر اليهودي و بشر المجوسي و في نفسي لأن اسمى بشر، فقلت في نفسي: ما الّذي سبق لي من اللَّه حتى خصنى بالإسلام من بينهم؟ فتفكرت في فضل اللَّه على و حمدته أن هداني للإسلام، و جعلني ممن خصه به، و ألبسنى لباس أحبابه. و قد ترجمه ابن عساكر فأطنب و أطيب و أطال من غير ملال، و قد ذكر له أشعارا حسنة، و ذكر أنه كان يتمثل بهذه الأبيات:

تعاف القذى في الماء لا تستطيعه‌* * * و تكرع من حوض الذنوب فتشرب‌

و تؤثر من أكل الطعام ألذه‌* * * و لا تذكر المختار من أين يكسب‌

و ترقد يا مسكين فوق نمارق‌* * * و في حشوها نار عليك تلهب‌

فحتى متى لا تستفيق جهالة* * * و أنت ابن سبعين بدينك تلعب‌

و ممن توفى فيها أحمد بن يونس. و إسماعيل بن عمرو البجلي. و سعيد بن منصور صاحب السنن المشهورة التي لا يشاركه فيها إلا القليل. و محمد بن الصباح الدولابي. و له سنن أيضا. و أبو الوليد الطيالسي. و أبو الهذيل العلاف المتكلم المعتزلي. و اللَّه أعلم.

ثم دخلت سنة ثمان و عشرين و مائتين‌

في رمضان منها خلع الواثق على أشناس الأمير، و توجه و ألبسه وشاحين من جوهر و حج بالناس فيها محمد بن داود الأمير. و غلا السعر على الناس في طريق مكة جدا، و أصابهم حر شديد و هم بعرفة، ثم أعقبه برد شديد و مطر عظيم، كل ذلك في ساعة واحدة، و نزل عليهم و هم بمنى مطر لم ير مثله، و سقطت قطعة من الجبل عند جمرة العقبة فقتلت جماعة من الحجاج.

قال ابن جرير: و فيها مات أبو الحسن المدائني أحد أئمة هذا الشأن في منزل إسحاق بن إبراهيم الموصلي. و حبيب بن أوس الطائي أبو تمام الشاعر.

قلت أما أبو الحسن المدائني فاسمه على بن المدائني أحد أئمة هذا الشأن، و إمام الأخباريين في زمانه، و قد قدمنا ذكر وفاته قبل هذه السنة. و أما

أبو تمام الطائي الشاعر

صاحب الحماسة التي جمعها في فضل النساء بهمدان في دار وزيرها. فهو حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج بن يحيى أبو تمام الطائي الشاعر الأديب. و نقل الخطيب عن محمد بن يحيى الصولي أنه حكى عن بعض الناس أنهم قالوا: أبو تمام حبيب بن تدرس النصراني، فسماه أبوه حبيب أوس بدل تدرس. قال ابن خلكان: و أصله من قرية جاسم من عمل الجيدور بالقرب من طبرية، و كان بدمشق يعمل عند حائك، ثم سار به إلى مصر في شبيبته. و ابن خلكان أخذ ذلك‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست