responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 29

و قد ولوا عليهم شيبان، فقصدهم مروان بعد ذلك بمكان يقال له الكراديس فهزمهم.

و فيها بعث مروان الحمار على إمارة العراق يزيد بن عمر بن هبيرة ليقاتل من بها من الخوارج.

و في هذه السنة حج بالناس عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز و هو نائب المدينة و مكة و الطائف، و أمير العراق يزيد بن عمر بن هبيرة، و أمير خراسان نصر بن سيار.

و ممن توفى في هذه السنة بكر بن سوادة و جابر الجعفي و الجهم بن صفوان، مقتولا كما تقدم، و الحارث ابن سريج أحد كبراء الأمراء، و قد تقدم شي‌ء من ترجمته، و عاصم بن عبدلة، و أبو حصين عثمان بن عاصم، و يزيد بن أبى حبيب، و أبو التياح يزيد بن حميد، و أبو حمزة النعنبعى، و أبو الزبير المكيّ و أبو عمران الجونى و أبو قبيل المغافري. و قد ذكرنا تراجمهم في التكميل.

ثم دخلت سنة تسع و عشرين و مائة

فيها اجتمعت الخوارج بعد الخيبري على شيبان بن عبد العزيز بن الحليس اليشكري الخارجي فأشار عليهم سليمان بن هشام أن يتحصنوا بالموصل و يجعلوها منزلا لهم، فتحولوا إليها و تبعهم مروان ابن محمد أمير المؤمنين، فعسكروا بظاهرها و خندقوا عليهم مما يلي جيش مروان. و قد خندق مروان على جيشه أيضا من ناحيتهم، و أقام سنة يحاصرهم و يقتتلون في كل يوم بكرة و عشية، و ظفر مروان بابن أخ سليمان بن هشام، و هو أمية بن معاوية بن هشام، أسره بعض جيشه، فأمر به فقطعت يداه ثم ضرب عنقه، و عمه سليمان و الجيش ينظرون إليه. و كتب مروان إلى نائبة بالعراق يزيد بن عمر بن هبيرة [يأمره بقتال الخوارج الذين في بلاده. فجرت له معهم وقعات عديدة، فظفر بهم ابن هبيرة] [1] و أباد خضراءهم و لم يبق لهم بقية بالعراق، و استنقذ الكوفة من أيدي الخوارج، و كان عليها المثنى بن عمران العائذى- عائذة قريش- في رمضان من هذه السنة، و كتب مروان إلى ابن هبيرة لما فرغ من الخوارج أن يمده بعمار بن صبارة- و كان من الشجعان- فبعثه إليه في سبعة آلاف أو ثمانية آلاف، فأرسلت إليه سرية في أربعة آلاف فاعترضوه في الطريق فهزمهم ابن صبارة و قتل أميرهم الجون بن كلاب الشيباني الخارجي، و أقبل نحو الموصل، و رجع فل الخوارج إليهم.

فأشار سليمان بن هشام عليهم أن يرتحلوا عن الموصل، فإنه لم يكن يمكنهم الاقامة بها، و مروان من أمامهم و ابن صبارة من ورائهم، قد قطع عنهم الميرة حتى لم يجدوا شيئا يأكلونه، فارتحلوا عنها و ساروا على حلوان إلى الأهواز، فأرسل مروان ابن صبارة في آثارهم في ثلاثة آلاف، فاتبعهم يقتل من تخلف منهم و يلحقهم في مواطن فيقاتلهم، و ما زال وراءهم حتى فرق شملهم شذر مذر، و هلك أميرهم شيبان بن عبد العزيز اليشكري بالأهواز في السنة القابلة، قتله خالد بن مسعود بن جعفر بن خليد الأزدي. و ركب سليمان بن هشام في مواليه و أهل بيته السفن و ساروا إلى السند، و رجع‌


[1] هذه الزيادة من نسخة أخرى في الأستانة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست