responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 292

عبيدة معمر بن المثنى، و ابن الأعرابي، و الفراء و الكسائي و غيرهم. و قال إسحاق بن راهويه: نحن نحتاج إليه و هو لا يحتاج إلينا. و قدم بغداد و سمع الناس منه و من تصانيفه. و قال إبراهيم الحربي:

كان كأنه جبل نفخ فيه روح، يحسن كل شي‌ء. و قال أحمد بن كامل القاضي: كان أبو عبيد فاضلا دينار بانيا عالما متقنا في أصناف علوم أهل الايمان و الإتقان و الإسلام: من القرآن و الفقه و العربية و الأحاديث، حسن الرواية صحيح النقل، لا أعلم أحدا طعن عليه في شي‌ء من علمه و كتبه، و له كتاب الأموال و كتاب فضائل القرآن و معانيه، و غير ذلك من الكتب المنتفع بها (رحمه اللَّه). توفى في هذه السنة قاله البخاري. و قيل في التي قبلها بمكة، و قيل بالمدينة. و له سبع و ستون سنة. و قيل جاوز السبعين فاللَّه أعلم.

و محمد بن عثمان أبو الجماهر الدمشقيّ الكفرتوثي أحد مشايخ الحديث. و محمد بن الفضل أبو النعمان السدوسي الملقب بعارم شيخ البخاري. و محمد بن عيسى بن الطباع. و يزيد بن عبد ربه الجرجسى الحمصي شيخها في زمانه.

ثم دخلت سنة خمس و عشرين و مائتين‌

فيها دخل بغا الكبير و معه منكجور قد أعطى الطاعة بالأمان. و فيها عزل المعتصم جعفر بن دينار عن نيابة اليمن و غضب عليه و ولى اليمن ايتاخ. و فيها وجه عبد اللَّه بن طاهر بالمازيار فدخل بغداد على بغل بإكاف فضربه المعتصم بين يديه أربعمائة و خمسين سوطا ثم سقى الماء حتى مات، و أمر بصلبه إلى جنب بابك، و أقر في ضربه أن الأفشين كان يكاتبه و يحسن له خلع الطاعة، فغضب المعتصم على الأفشين و أمر بسجنه، فبنى له مكان كالمنارة من دار الخلافة تسمى الكوة، إنما تسعة فقط، و ذلك لما تحقق أنه يريد مخالفته و الخروج عليه، و أنه قد عزم على الذهاب لبلاد الخزر ليستجيش بهم على المسلمين فعاجله الخليفة بالقبض عليه قبل ذلك كله، و عقد له المعتصم مجلسا فيه قاضيه أحمد ابن أبى دؤاد المعتزلي، و وزيره محمد بن عبد الملك بن الزيات، و نائبة إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، فاتهم الأفشين في هذا المجلس بأشياء تدل على أنه باق على دين أجداده من الفرس. منها أنه غير مختتن فاعتذر أنه يخاف ألم ذلك، فقال له الوزير- و هو الّذي كان يناظره من بين القوم- فأنت تطاعن بالرماح في الحروب و لا تخاف من طعنها و تخاف من قطع قلفة ببدنك؟ و منها أنه ضرب رجلين إماما و مؤذنا كل واحد ألف سوط لأنهما هدما بيت أصنام فاتخذاه مسجدا. و منها أنه عنده كتاب كليله و دمنه مصورا فيه الكفر و هو محلى بالجواهر و الذهب، فاعتذر أنه ورثه من آبائهم. و اتهم بأن الأعاجم يكاتبونه و تكتب إليه في كتبها: أنت إله الآلهة من العبيد، و أنه يقرهم على ذلك. فجعل يعتذر بأنه أجراهم على ما كانوا يكاتبون به أباه و أجداده، و خاف أن يأمرهم بترك ذلك فيتضع عندهم.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست