responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 291

فبفضله و إن عاقب فبحقه. فوقع المأمون في جواب ذلك: القدرة تذهب الحفيظة و كفى بالندم إنابة و عفو اللَّه أوسع من كل شي‌ء. و لما دخل عليه أنشأ يقول:

إن أكن مذنبا فحظي أخطأت‌* * * فدع عنك كثيرة التأنيب‌

قل كما قال يوسف لبني يعقوب‌* * * لما أتوه لا تثريب‌

فقال المأمون: لا تثريب. و روى الخطيب أن إبراهيم لما وقف بين يدي المأمون شرع يؤنبه على ما فعل فقال: يا أمير المؤمنين حضرت أبى و هو جدك و قد أتى برجل ذنبه أعظم من ذنبي فأمر بقتله فقال مبارك بن فضالة: يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تؤخر قتل هذا الرجل حتى أحدثك حديثا، فقال: قل. فقال: حدثني الحسن البصري عن عمران بن حصين أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قال؟

«إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: ليقم العافون عن الناس من الخلفاء إلى أكرم الجزاء، فلا يقوم إلى من عفا. فقال المأمون: قد قبلت هذا الحديث بقبوله و عفوت عنك يا عم.

و قد ذكرنا في سنة أربع و مائتين زيادة على هذا. و كانت أشعاره جيدة بليغة سامحه اللَّه. و قد ساق من ذلك ابن عساكر جانبا جيدا.

كان مولد إبراهيم هذا في مستهل ذي القعدة سنة ثنتين و ستين و مائة، و توفى يوم الجمعة لسبع خلون من هذه السنة عن ثنتين و ستين سنة.

و فيها توفى سعيد بن أبى مريم المصري. و سليمان بن حرب. و أبو معمر المقعد. و على بن محمد المدائني الأخبار أحد أئمة هذا الشأن في زمانه. و عمرو بن مرزوق شيخ البخاري. و قد تزوج هذا الرجل ألف امرأة. (و أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي) أحد أئمة اللغة و الفقه و الحديث و القرآن و الأخبار و أيام الناس، له المصنفات المشهورة المنتشرة بين الناس، حتى يقال إن الامام أحمد كتب كتابه في الغريب بيده، و لما وقف عليه عبد اللَّه بن طاهر رتب له في كل شهر خمسمائة درهم، و أجراها على ذريته من بعده. و ذكر ابن خلكان أن ابن طاهر استحسن كتابه و قال: ما ينبغي لعقل بعث صاحبه على تصنيف هذا الكتاب أن نحوج صاحبه إلى طلب المعاش. و أجرى له عشرة آلاف درهم في كل شهر. و قال محمد بن وهب المسعودي: سمعت أبا عبيد يقول: مكثت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة. و قال هلال بن المعلى الرقى: من اللَّه على المسلمين بهؤلاء الأربعة: الشافعيّ تفقه في الفقه و الحديث، و أحمد بن حنبل في المحنة. و يحيى بن معين في نفى الكذب. و أبو عبيد في تفسير غريب الحديث. و لو لا ذلك لاقتحم الناس المهالك.

و ذكر ابن خلكان أن أبا عبيد ولى القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة، و ذكر له من العبادة و الاجتهاد في العبادة شيئا كثيرا. و قد روى الغريب عن أبى زيد الأنصاري و الأصمعي و أبى‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست