responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 28

و كتب معه كتبا إلى شيعتهم بها: إن هذا أبا مسلم فاسمعوا له و أطيعوا، و قد وليته على ما غلب عليه من أرض خراسان. فلما قدم أبو مسلم خراسان و قرأ على أصحابه هذا الكتاب، لم يلتفتوا إليه و لم يعملوا به و أعرضوا عنه و نبذوه وراء ظهورهم، فرجع إلى إبراهيم بن محمد أيام الموسم، فاشتكاهم إليه و أخبره بما قابلوه من المخالفة، فقال له: يا عبد الرحمن! إنك رجل منا أهل البيت، ارجع إليهم و عليك بهذا الحي من اليمن فأكرمهم و انزل بين أظهرهم فان اللَّه لا يتمم هذا الأمر إلا بهم. ثم حذره من بقية الأحياء و قال له: إن استطعت أن لا تدع بتلك البلاد لسانا عربيا فافعل، و من بلغ من أبنائهم خمسة أشبار و اتهمته فأقتله، و عليك بذاك الشيخ فلا تقصه- يعنى سليمان بن كثير- و سيأتي ما كان من أمر أبى مسلم الخراساني فيما بعد إن شاء اللَّه تعالى.

و في هذه السنة قتل الضحاك بن قيس الخارجي في قول أبى مخنف، و كان سبب ذلك أن الضحاك حاصر عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز بواسط و وافقه على محاصرته منصور بن جمهور، فكتب عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز إليه: إنه لا فائدة لك في محاصرتي و لكن عليك بمروان بن محمد فسر إليه، فان قتلته اتبعتك. فاصطلحا على مخالفة مروان بن محمد أمير المؤمنين، فلما اجتاز الضحاك بالموصل كاتبه أهلها فمال إليهم فدخلها، و قتل نائبها و استحوذ عليها، و بلغ ذلك مروان و هو محاصر حمص، و مشغول بأهلها و عدم مبايعتهم إياه، فكتب إلى ابنه عبد اللَّه بن مروان- و كان الضحاك قد التف عليه مائة ألف و عشرون ألفا فحاصروا نصيبين- و ساق مروان في طلبه فالتقيا هنالك، فاقتتلا قتالا شديدا فقتل الضحاك في المعركة و حجز الليل بين الفريقين، و فقد أصحاب الضحاك الضحاك و شكوا في أمره حتى أخبرهم من رآه قد قتل، فبكوا عليه و ناحوا، و جاء الخبر إلى مروان فبعث إلى المعركة بالمشاعل و من يعرف مكانه بين القتلى، و جاء الخبر إلى مروان و هو مقتول، و في رأسه و وجهه نحو من عشرين ضربة، فأمروا برأسه فطيف به في مدائن الجزيرة. و استخلف الضحاك على جيشه من بعده رجلا يقال له الخيبري، فالتف عليه بقية جيش الضحاك، و التف مع الخيبرى سليمان ابن هشام بن عبد الملك و أهل بيته و مواليه، و الجيش الذين كانوا قد بايعوه في السنة الماضية على الخلافة، و خلعوا مروان بن محمد عن الخلافة لأجله، فلما أصبحوا اقتتلوا مع مروان، فحمل الخيبري في أربعمائة من شجعان أصحابه على مروان، و هو في القلب، فكر منهزما و اتبعوه حتى أخرجوه من الجيش، و دخلوا عسكره و جلس الخيبري على فرشه، هذا و ميمنة مروان ثابتة و عليها ابنه عبد اللَّه، و ميسرته أيضا ثابتة و عليها إسحاق بن مسلم العقيلي. و لما رأى عبد اللَّه العسكر فارين مع الخيبري، و أن الميمنة و الميسرة من جهتهم باقيتان طمعوا فيه فأقبلوا إليه بعمد الخيام فقتلوه بها، و بلغ قتله مروان و قد سار عن الجيش نحوا من خمسة أميال أو ستة، فرجع مسرورا و انهزم أصحاب الضحاك،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست