responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 289

و اجتهد بالعزم، و استدعى بالحارث السمرقندي فاستقره فأقرّ له بجملة الأمر، و أخذ البيعة للعباس بن المأمون من جماعة من الأمراء أسماهم له، فاستكثرهم المعتصم و استدعى بابن أخيه العباس فقيده و غضب عليه و أهانه، ثم أظهر له أنه قد رضى عنه و عفا عنه، فأرسله من القيد و أطلق سراحه، فلما كان من الليل استدعاه إلى حضرته في مجلس شرابه و استخلى به حتى سقاه و استحكاه عن الّذي كان قد دبره من الأمر، فشرح له القضية، و ذكر له القصة، فإذا الأمر كما ذكر الحارث السمرقندي.

فلما أصبح استدعى بالحارث فأخلاه و سأله عن القضية ثانيا فذكرها له كما ذكرها أول مرة، فقال:

ويحك إني كنت حريصا على ذلك فلم أجد إلى ذلك سبيلا بصدقك إياي في هذه الفصة. ثم أمر المعتصم حينئذ بابن أخيه العباس فقيد و سلم إلى الأفشين، و أمر بعجيف و بقية الأمراء الذين ذكرهم فاحتفظ عليهم، ثم أخذهم بأنواع النقمات التي اقترحها لهم، فقتل كل واحد منهم بنوع لم يقتل به الآخر، و مات العباس بن المأمون بمنبج فدفن هناك، و كان سبب موته أنه أجاعه جوعا شديدا، ثم جي‌ء بأكل كثير فأكل منه و طلب الماء فمنع منه حتى مات، و أمر المعتصم بلعنه على المنبر و سماه اللعين. و قتل جماعة من ولد المأمون أيضا.

و حج بالناس فيها محمد بن داود. و فيها توفى من الأعيان. بابك الخرّمى قتل و صلب كما قدمنا. و خالد بن خراش. و عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث بن سعد. و محمد بن سنان العوفيّ. و موسى ابن إسماعيل‌

. ثم دخلت سنة أربع و عشرين و مائتين‌

فيها خرج رجل بآمل طبرستان يقال له مازيار بن قارن بن يزدا هرمز، و كان لا يرضى أن يدفع الخراج إلى نائب خراسان عبد اللَّه بن طاهر بن الحسين، بل يبعثه إلى الخليفة ليقبضه منه، فيبعث الخليفة من يتلقى الحمل إلى بعض البلاد ليقبضه منه ثم يدفعه إلى ابن طاهر، ثم آل أمره إلى أن وثب على تلك البلاد و أظهر المخالفة للمعتصم. و قد كان المازيار هذا ممن يكاتب بابك الخرمى و يعده بالنصر.

و يقال إن الّذي قوى رأس مازيار على ذلك الأفشين ليعجز عبد اللَّه بن طاهر عن مقاومته فيوليه المعتصم بلاد خراسان مكانه، فبعث إليه المعتصم محمد بن إبراهيم بن مصعب- أخا إسحاق بن إبراهيم- في جيش كثيف فجرت بينهم حروب طويلة استقصاها ابن جرير، و كان آخر ذلك أسر المازيار و حمله إلى ابن طاهر، فاستقره عن الكتب التي بعثها إليه الأفشين فأقر بها، فأرسله إلى المعتصم و ما معه من أمواله التي احتفظت للخليفة، و هي أشياء كثيرة جدا، من الجواهر و الذهب و الثياب. فلما أوقف بين يدي الخليفة سأله عن كتب الأفشين إليه فأنكرها، فأمر به فضرب بالسياط حتى مات و صلب إلى جانب بابك الخرمى على جسر بغداد، و قتل عيون أصحابه و أتباعه.

و فيها تزوج الحسن بن الأفشين بأترجة بنت أشناس و دخل بها في قصر المعتصم بسامراء في جمادى،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست