responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 288

فضعف ذلك الأمير الّذي هدمت ناحيته من السور عن مقاومة ما يلقاه من الحصار، فذهب إلى مناطس فسأله نجدة فامتنع أحد من الروم أن ينجده و قالوا: لا نترك ما نحن موكلون في حفظه.

فلما يئس منهم خرج إلى المعتصم ليجتمع به، فلما وصل إليه أمير المعتصم المسلمين أن يدخلوا البلد من تلك الثغرة التي قد خلت من المقاتلة، فركب المسلمون نحوها فجعلت الروم يشيرون إليهم و لا يقدرون على دفاعهم، فلم يلتفت إليهم المسلمون، ثم تكاثروا عليهم و دخلوا البلد قهرا و تتابع المسلمون إليها يكبرون، و تفرقت الروم عن أماكنها فجعل المسلمون يقتلونهم في كل مكان حيث وجدوهم، و قد حشروهم في كنيسة لهم هائلة ففتحوها قسرا و قتلوا من فيها و أحرقوا عليهم باب الكنيسة فاحترقت فأحرقوا عن آخرهم، و لم يبق فيها موضع محصن سوى المكان الّذي فيه النائب، و هو مناطس في حصن منيع، فركب المعتصم فرسه و جاء حتى وقف بحذاء الحصن الّذي فيه مناطس فناداه المنادي ويحك يا مناطس! هذا أمير المؤمنين واقف تجاهك. فقالوا: ليس بمناطس هاهنا مرتين. فغضب المعتصم من ذلك و ولى فنادى مناطس هذا مناطس هذا مناطس. فرجع الخليفة و نصب السلالم على الحصن و طلعت الرسل إليه فقالوا له: ويحك انزل على حكم أمير المؤمنين. فتمنع ثم نزل متقلدا سيفا فوضع السيف في عنقه ثم جي‌ء به حتى أوقف بين يدي المعتصم فضربه بالسوط على رأسه ثم أمر به أن يمشى إلى مضرب الخليفة مهانا إلى الوطاق الّذي فيه الخليفة نازل، فأوثق هناك. و أخذ المسلمون من عمّورية أموالا لا تحد و لا توصف فحملوا منها ما أمكن حمله، و أمر المعتصم بإحراق ما بقي من ذلك، و بإحراق ما هنالك من المجانيق و الدبابات و آلات الحرب لئلا يتقوى بها الروم على شي‌ء من حرب المسلمين، ثم انصرف المعتصم راجعا إلى ناحية طرسوس في آخر شوال من هذه السنة. و كانت إقامته على عمّورية خمسة و عشرين يوما.

ذكر مقتل العباس بن المأمون‌

كان العباس مع عمه المعتصم في غزوة عمّورية، و كان عجيف بن عنبسة قد ندّمه إذ لم يأخذ الخلافة بعد أبيه المأمون بطرسوس حين مات بها، و لامه على مبايعته عمه المعتصم، و لم يزل به حتى أجابه إلى الفتك بعمه و أخذ البيعة من الأمراء له، و جهز رجلا يقال له الحارث السمرقندي و كان نديما للعباس، فأخذ له البيعة من جماعة من الأمراء في الباطن، و استوثق منهم و تقدم إليهم أنه يلي الفتك بعمه، فلما كانوا بدرب الروم و هم قاصدون إلى أنقره و منها إلى عمّورية، أشار عجيف على العباس أن يقتل عمه في هذا المضيق و يأخذ له البيعة و يرجع إلى بغداد، فقال العباس: إني أكره أن أعطل على الناس هذه الغزوة، فلما فتحوا عمّورية و اشتغل الناس بالمغانم أشار عليه أن يقتله فوعده مضيق الدرب إذا رجعوا، فلما رجعوا فطن المعتصم بالخبر فأمر بالاحتفاظ و قوة الحرس و أخذ بالحزم‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست