responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 287

من هذه السنة، فدار حولها دورة ثم نزل على ميلين منها، ثم قدم المعتصم صبيحة يوم الجمعة بعده، فدار حولها دورة ثم نزل قريبا منها، و قد تحصن أهلها تحصنا شديدا و ملئوا أبراجها بالرجال و السلاح، و هي مدينة عظيمة كبيرة جدا ذات سور منيع و أبراج عالية كبار كثيرة. و قسم المعتصم الأبراج على الأمراء فنزل كل أمير تجاه الموضع الّذي أقطعه و عينه له، و نزل المعتصم قبالة مكان هناك قد أرشد إليه، أرشده إليه بعض من كان فيها من المسلمين، و كان قد تنصر عنده و تزوج منهم، فلما رأى أمير المؤمنين و المسلمين رجع إلى الإسلام و خرج إلى الخليفة فأسلم و أعلمه بمكان في السور كان قد هدمه السيل و بنى بناء ضعيفا بلا أساس، فنصب المعتصم المجانيق حول عمّورية فكان أول موضع انهدم من سورها ذلك الموضع الّذي دلهم عليه ذلك الأسير، فبادر أهل البلد فسدوه بالخشب الكبار المتلاصقة فألح عليها المنجنيق فجعلوا فوقها البرادع ليردوا حدة الحجر فلم تغن شيئا، و انهدم السور من ذلك الجانب و تفسخ. فكتب نائب البلد إلى ملك الروم يعلمه بذلك، و بعث ذلك مع غلامين من قومهم فلما اجتازوا بالجيش في طريقهما أنكر المسلمون أمرهما فسألوهما ممن أنتما؟ فقالا: من أصحاب فلان- لأمير سموه من أمراء المسلمين- فحملا إلى المعتصم فقررهما فإذا معهما كتاب مناطس نائب عمّورية إلى ملك الروم يعلمه بما حصل لهم من الحصار، و أنه عازم على الخروج من أبواب البلد بمن معه بغتة على المسلمين و مناجزهم القتال كائنا في ذلك ما كان. فلما وقف المعتصم على ذلك أمر بالغلامين فخلع عليهما، و أن يعطى كل غلام منهما بدرة، فأسلما من فورهما فأمر الخليفة أن يطاف بهما حول البلد و عليهما الخلع، و أن يوقفا تحت حصن مناطس فينثر عليهما الدراهم و الخلع، و معهما الكتاب الّذي كتب به مناطس إلى ملك الروم فجعلت الروم تلعنهما و تسبهما. و ثم أمر المعتصم عند ذلك بتجديد الحرس و الاحتياط و الاحتفاظ من خروج الروم بغتة، فضاقت الروم ذرعا بذلك، و ألح عليهم المسلمون في الحصار، و قد زاد المعتصم في المجانيق والد بابات و غير ذلك من آلات الحرب. و لما رأى المعتصم عمق خندقها و ارتفاع سورها، أعمل المجانيق في مقاومة السور، و كان قد غنم في الطريق غنما كثيرا جدا ففرقها في الناس و أمر أن يأكل كل رجل رأسا و يجي‌ء بمل‌ء جلده ترابا فيطرحه في الخندق، ففعل الناس ذلك فتساوى الخندق بوجه الأرض من كثرة ما طرح فيه من الأغنام ثم أمر بالتراب فوضع فوق ذلك حتى صار طريقا ممهدا، و أمر بالدبابات أن توضع فوقه فلم يحوج اللَّه إلى ذلك. و بينما الناس في الجسر المردوم إذ هدم المنجنيق ذلك الموضع المعيب، فلما سقط ما بين البرجين سمع الناس هدة عظيمة فظنها من لم يرها أن الروم قد خرجوا على المسلمين بغتة، فبعث المعتصم من نادى في الناس: إنما ذلك سقوط السور. ففرح المسلمون بذلك فرحا شديدا، لكن لم يكن ما هدم يسع الخيل و الرجال إذا دخلوا. و قوى الحصار و قد وكلت الروم بكل برج من أبراج السور أميرا يحفظه،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست