responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 286

و أسروا نساءهم، فلما بلغ ذلك المعتصم انزعج لذلك جدا و صرخ في قصره بالنفير، ثم نهض من فوره و أمر بتعبئة الجيوش و استدعى القاضي و الشهود فأشهدهم أن ما يملكه من الضياع ثلاثة صدقة و ثلاثة لولده و ثلاثة لمواليه. و خرج من بغداد فعسكر غربي دجلة يوم الاثنين لليلتين خلتا من جمادى الأولى و وجه بين يديه عجيفا و طائفة من الأمراء و معهم خلق من الجيش إعانة لأهل زيطرة، فأسرعوا السير فوجدوا ملك الروم قد فعل ما فعل و انشمر راجعا إلى بلاده، و تفارط الحال و لم يمكن الاستدراك فيه، فرجعوا إلى الخليفة لا علامة بما وقع من الأمر، فقال للأمراء: أي بلاد الروم أمنع؟ قالوا: عمّورية لم يعرض لها أحد منذ كان الإسلام، و هي أشرف عندهم من القسطنطينية.

ذكر فتح عمّورية على يد المعتصم‌

لما تفرغ المعتصم من بابك و قتله و أخذ بلاده استدعى بالجيوش إلى بين يديه و تجهز جهازا لم يجهزه أحد كان قبله من الخلفاء، و أخذ معه من آلات الحرب و الأحمال و الجمال و القرب و الدواب و النفط و الخيل و البغال شيئا لم يسمع بمثله، و سار إلى عمّورية في جحافل أمثال الجبال، و بعث الأفشين حيدر بن كاوس من ناحية سروج، و عبى جيوشه تعبئة لم يسمع بمثلها، و قدم بين يديه الأمراء المعروفين بالحرب، فانتهى في سيره إلى نهر اللسى و هو قريب من طرسوس، و ذلك في رجب من هذه السنة. و قد ركب ملك الروم في جيشه فقصد نحو المعتصم فتقاربا حتى كان بين الجيشين نحو من أربعة فراسخ، و دخل الأفشين بلاد الروم من ناحية أخرى، فجاءوا في أثره و ضاق ذرعه بسبب ذلك إن هو ناجز الخليفة جاءه الأفشين من خلفه فالتقيا عليه فيهلك، و إن اشتغل بأحدهما و ترك الآخر أخذه من خلفه. ثم اقترب منه الأفشين فسار إليه ملك الروم في شرذمة من جيشه و استخلف على بقية جيشه قريبا له فالتقيا هو و الأفشين في يوم الخميس لخمس بقين من شعبان منها، فثبت الأفشين في ثانى الحال و قتل من الروم خلقا و جرح آخرين، و تغلب على ملك الروم و بلغه أن بقية الجيش قد شردوا عن قرابته و ذهبوا عنه و تفرقوا عليه فأسرع الأوبة فإذا نظام الجيش قد انحل، فغضب على قرابته و ضرب عنقه و جاءت الأخبار بذلك كله إلى المعتصم فسره ذلك و ركب من فوره و جاء إلى أنقره و وافاه الأفشين بمن معه إلى هناك، فوجدوا أهلها قد هربوا منه فتقووا منها بما وجدوا من طعام و غيره، ثم فرق المعتصم جيشه ثلاث فرق فالميمنة عليها الأفشين، و الميسرة عليها أشناس، و المعتصم في القلب، و بين كل عسكرين فرسخان، و أمر كل أمير من الأفشين و أشناس أن يجعل لجيشه ميمنة و ميسرة و قلبا و مقدمة و ساقة، و أنهم مهما مروا عليه من القرى حرقوه و خربوه و أسروا و غنموا، و سار بهم كذلك قاصدا إلى عمّورية، و كان بينهما و بين مدينة أنقره سبع مراحل، فأول من وصل إليها من الجيش أشناس أمير الميسرة ضحوة يوم الخميس لخمس خلون من رمضان‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست