responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 284

الروم، فقال: إلى عند من تذهب أحرز من حصني و أنا غلامك و في خدمتك؟ و ما زال به حتى خدعه و أخذه معه إلى الحصن فأنزله عنده و أجرى عليه النفقات الكثيرة و التحف و غير ذلك، و كتب إلى الأفشين يعلمه، فأرسل إليه أميرين لقبضه، فنزلا قريبا من الحصن و كتبا إلى ابن سنباط فقال: أقيما مكانكما حتى يأتيكما أمرى. ثم قال لبابك: إنه قد حصل لك هم و ضيق من هذا الحصن و قد عزمت على الخروج اليوم إلى الصيد و معنا بزاة و كلاب، فان أحببت أن تخرج معنا لتشرح صدرك و تذهب همك فافعل. قال: نعم! فخرجوا و بعث ابن سنباط إلى الأميرين أن كونوا مكان كذا و كذا في وقت كذا و كذا من النهار، فلما كانا بذلك الموضع أقبل الأميران بمن معهما من الجنود فأحاطوا ببابك و هرب ابن سنباط، فلما رأوه جاءوا إليه فقالوا: ترجل عن دابتك، فقال: و من أنتما؟ فذكرا أنهما من عند الأفشين، فترجل حينئذ عن دابته و عليه دراعة بيضاء و خف قصير و في يده باز، فنظر إلى ابن سنباط فقال: قبحك اللَّه فهلا طلبت منى من المال ما شئت كنت أعطيتك أكثر مما يعطيك هؤلاء! ثم أركبوه و أخذوه معهما إلى الأفشين، فلما اقتربوا منه خرج فتلقاه و أمر الناس أن يصطفوا صفين، و أمر بابك أن يترجل فيدخل بين الناس و هو ماش، ففعل ذلك، و كان يوما مشهودا جدا. و كان ذلك في شوال من هذه السنة. ثم احتفظ به و سجنه عنده. ثم كتب الأفشين إلى المعتصم بذلك فأمره أن يقدم به و بأخيه، و كان قد مسكه أيضا، و كان اسم أخى بابك عبد اللَّه، فتجهز الأفشين بهما إلى بغداد في تمام هذه السنة ففرغت و لم يصل بهما إلى بغداد. و حج بالناس فيها الأمير المتقدم ذكره في التي قبلها.

و فيها توفى أبو اليمان الحكم بن نافع. و عمر بن حفص بن عياش. و مسلم بن إبراهيم. و يحيى بن صالح الوحاظي‌

. ثم دخلت سنة ثلاث و عشرين و مائتين‌

في يوم الخميس ثالث صفر منها دخل الأفشين و صحبته بابك على المعتصم سامرا، و معه أيضا أخو بابك في تجمل عظيم، و قد أمر المعتصم ابنه هارون الواثق أن يتلقى الأفشين و كانت أخباره تفد إلى المعتصم في كل يوم من شدة اعتناء المعتصم بأمر بابك، و قد ركب المعتصم قبل وصول بابك بيومين على البريد حتى دخل إلى بابك و هو لا يعرفه، فنظر إليه ثم رجع، فلما كان يوم دخوله عليه تأهب المعتصم و اصطف الناس سماطين و أمر بابك أن يركب على فيل ليشهر أمره و يعرفوه، و عليه قباء ديباج و قلنسوة سمور مدورة، و قد هيئوا الفيل و خضبوا أطرافه و لبسوه من الحرير و الأمتعة التي تليق به شيئا كثيرا، و قد قال فيه بعضهم:

قد خضب الفيل كعاداته‌* * * يحمل شيطان خراسان‌

و الفيل لا تخضب أعضاؤه‌* * * الا لذي شأن من الشان‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست