responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 283

الجند و الأتباع، فالتقى هو و بابك فاقتتلا قتالا شديدا، فقتل الأفشين من أصحاب بابك خلقا كثيرا أزيد من مائة ألف، و هرب هو إلى مدينته فأوى فيها مكسورا، فكان هذا أول ما تضعضع من أمر بابك، و جرت بينهما حروب يطول ذكرها، و قد استقصاها ابن جرير.

و فيها خرج المعتصم من بغداد فنزل القاطول فأقام بها. و فيها غضب المعتصم على الفضل بن مروان بعد المكانة العظيمة، و عزله عن الوزارة و حبسه و أخذ أمواله و جعل مكانه محمد بن عبد الملك ابن الزيات. و حج بالناس فيها صالح بن على بن محمد أمير السنة الماضية في الحج.

و فيها توفى آدم بن أبى إياس. و عبد اللَّه بن رجاء. و عفان بن مسلمة. و قالوا أحد مشاهير القراء. و أبو حذيفة الهندي.

ثم دخلت سنة إحدى و عشرين و مائتين‌

فيها كانت وقعة هائلة بين بغا الكبير و بابك فهزم بابك بغا و قتل خلقا من أصحابه. ثم اقتتل الأفشين و بابك فهزمه افشين و قتل خلقا من أصحابه بعد حروب طويلة قد استقصاها ابن جرير.

و حج بالناس فيها نائب مكة محمد بن داود بن عيسى بن موسى العباسي.

و فيها توفى عاصم بن على. و عبد اللَّه بن مسلم القعنبي. و عبدان. و هشام بن عبيد اللَّه الرازيّ.

ثم دخلت سنة ثنتين و عشرين و مائتين‌

فيها جهز المعتصم جيشا كثيرا مددا للأفشين على محاربة بابك و بعث إليه ثلاثين ألف ألف درهم نفقة للجند، فاقتتلوا قتالا عظيما، و افتتح الافشين البذ مدينة بابك و استباح ما فيها، و ذلك يوم الجمعة لعشر بقين من رمضان. و ذلك بعد محاصرة و حروب هائلة و قتال شديد و جهد جهيد.

و قد أطال ابن جرير بسط ذلك جدا. و حاصل الأمر أنه افتتح البلد و أخذ جميع ما فيه من الأموال مما قدر عليه.

ذكر مسك بابك‌

لما احتوى المسلمون على بلده المسمى بالبذ و هي دار ملكه و مقر سلطته هرب بمن معه من أهله و ولده و معه أمه و امرأته، فانفرد في شرذمة قليلة و لم يبق معهم طعام، فاجتازوا بحراث فبعث غلامه إليه و أعطاه ذهبا فقال: أعطه الذهب و خذ ما معه من الخبز، فنظر شريك الحراث إليه من بعيد و هو يأخذ منه الخبز، فظن أنه قد اعتصبه منه، فذهب إلى حصن هناك فيه نائب للخليفة يقال له سهل بن سنباط ليستعدى على ذلك الغلام، فركب بنفسه و جاء فوجد الغلام فقال: ما خبرك؟

فقال: لا شي‌ء، إنما أعطيته دنانير و أخذت منه الخبز. فقال: و من أنت؟ فأراد أن يعمّى عليه الخبر فألح عليه فقال: من غلمان بابك، فقال: و أين هو؟ فقال: ها هو ذا جالس يريد الغداء. فسار إليه سهل بن سنباط فلما رآه ترجل و قبل يده و قال: يا سيدي أين تريد؟ قال: أريد أن أدخل بلاد

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست