responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 282

اللغة و النحو، و قد كان مقيما بمصر و اجتمع به الشافعيّ حين وردها، و تناشدا من أشعار العرب شيئا كثيرا. كانت وفاته بمصر لثلاث عشرة خلت من ربيع الآخر من هذه السنة، قاله ابن يونس في تاريخ مصر. و زعم السهيليّ أنه توفى في سنة ثلاث عشرة كما تقدم فاللَّه أعلم.

ثم دخلت سنة تسع عشرة و مائتين‌

فيها ظهر محمد بن القاسم بن عمر بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب بالطالقان من خراسان يدعو إلى الرضى من آل محمد، و اجتمع عليه خلق كثير و قاتله قواد عبد اللَّه بن طاهر مرات متعددة، ثم ظهروا عليه و هرب فأخذ ثم بعث به إلى عبد اللَّه بن طاهر فبعث به إلى المعتصم فدخل عليه للنصف من ربيع الآخر فأمر به فحبس في مكان ضيق طوله ثلاثة أذرع في ذراعين، فمكث فيه ثلاثا، ثم حول لأوسع منه و أجرى عليه رزق و من يخدمه، فلم يزل محبوسا هناك إلى ليلة عيد الفطر فاشتغل الناس بالعيد فدلى له حبل من كوة كان يأتيه الضوء منها، فذهب فلم يدر كيف ذهب و إلى أين صار من الأرض.

و في يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى دخل إسحاق بن إبراهيم إلى بغداد راجعا من قتال الخرمية، و معه أسارى منهم، و قد قتل في حربه منهم مائة ألف مقاتل. و فيها بعث المعتصم عجيفا في جيش كثيف لقتال الزط الذين عانوا فسادا في بلاد البصرة، و قطعوا الطريق و نهبوا الغلات، فمكث في قتالهم تسعة أشهر فقهرهم و قمع شرهم و أباد خضراهم. و كان القائم بأمرهم رجل يقال له محمد بن عثمان و معه آخر يقال له سملق، و هو داهيتهم و شيطانهم، فأراح اللَّه المسلمين منه و من شره.

و فيها توفى سليمان بن داود الهاشمي شيخ الامام أحمد. و عبد اللَّه بن الزبير الحميدي صاحب المسند و تلميذ الشافعيّ و على بن عياش. و أبو نعيم الفضل بن دكين شيخ البخاري. و أبو بحار الهندي.

ثم دخلت سنة عشرين و مائتين من الهجرة

في يوم عاشوراء منها دخل عجيف في السفن إلى بغداد و معه من الزط سبعة و عشرون ألفا قد جاءوا بالأمان إلى الخليفة، فأنزلوا في الجانب الشرقي ثم نفاهم إلى عين رومة، فأغارت الروم عليهم فاجتاحوهم عن آخرهم، و لم يفلت منهم أحد. فكان آخر العهد بهم. و فيها عقد المعتصم للأفشين و اسمه حيدر بن كاوس على جيش عظيم لقتال بابك الخرمى لعنه اللَّه، و كان قد استفحل أمره جدا، و قويت شوكته، و انتشرت أتباعه في أذربيجان و ما والاها، و كان أول ظهوره في سنة إحدى و مائتين، و كان زنديقا كبيرا و شيطانا رجيما، فسار الأفشين و قد أحكم صناعة الحرب في الأرصاد و عمارة الحصون و إرصاد المدد، و أرسل إليه المعتصم مع بغا الكبير أموالا جزيلة نفقة لمن معه من‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست