responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 281

ثماني عشرة و مائتين، و كان إذ ذاك مريضا، و هو الّذي صلى على أخيه المأمون، و قد سعى بعض الأمراء في ولاية العباس بن المأمون فخرج عليهم العباس فقال: ما هذا الخلف البارد؟ أنا قد بايعت عمى المعتصم. فسكن الناس و خمدت الفتنة و ركب البرد بالبيعة للمعتصم إلى الآفاق، و بالتعزية بالمأمون. فأمر المعتصم بهدم ما كان بناه المأمون في مدينة طوانة، و نقل ما كان حول إليها من السلاح و غيره إلى حصون المسلمين، و أذن الفعلة بالانصراف إلى بلدانهم، ثم ركب المعتصم بالجنود قاصدا بغداد و صحبته العباس بن المأمون، فدخلها يوم السبت مستهل رمضان في أبهة عظيمة و تجمل تام.

و فيها دخل خلق كثير من أهل همذان و أصبهان و ماسبذان و مهرجان في دين الخرمية، فتجمع منهم بشر كثير، فجهز إليهم المعتصم جيوشا كثيرة آخرهم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب في جيش عظيم، و عقد له على الجبال، فخرج في ذي القعدة و قرئ كتابه بالفتح يوم التروية، و أنه قهر الخرمية و قتل منهم خلقا كثيرا، و هرب بقيتهم إلى بلاد الروم، و على يدي هذا جرت فتنة الامام أحمد و ضرب بين يديه كما سيأتي بسط ذلك في ترجمة أحمد في سنة إحدى و أربعين و مائتين.

و فيها توفى من الأعيان:

بشر المريسي‌

و هو بشر بن غياث بن أبى كريمة أبو عبد الرحمن المريسي المتكلم شيخ المعتزلة، و أحد من أضل المأمون، و قد كان هذا الرجل ينظر أولاد في شي‌ء من الفقه، و أخذ عن أبى يوسف القاضي، و روى الحديث عنه و عن حماد بن سلمة و سفيان بن عيينة و غيرهم، ثم غلب عليه علم الكلام، و قد نهاه الشافعيّ عن تعلمه و تعاطيه فلم يقبل منه، و قال الشافعيّ: لئن يلقى اللَّه العبد بكل ذنب ما عدا الشرك أحب إلى من أن يلقاه بعلم الكلام. و قد اجتمع بشر بالشافعي عند ما قدم بغداد. قال ابن خلكان: جدد القول بخلق القرآن و حكى عنه أقوال شنيعة، و كان مرجئيا و إليه تنسب المريسية من المرجئة، و كان يقول: إن السجود للشمس و القمر ليس بكفر، و إنما هو علامة للكفر، و كان يناظر الشافعيّ و كان لا يحسن النحو، و كان يلحن لحنا فاحشا. و يقال: إن أباه كان يهوديا صباغا بالكوفة، و كان يسكن درب المريسي ببغداد. و المريسي عندهم هو الخبز الرقاق يمرس بالسمن و التمر.

قال: و مريس ناحية ببلاد النوبة تهب عليها في الشتاء ريح باردة و فيها توفى عبد اللَّه بن يوسف الشيبى. و أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقيّ.

و يحيى بن عبد اللَّه البابلتي.

و أبو محمد بن عبد الملك بن هشام بن أيوب الحيريّ المعافري‌

راوي السيرة عن زياد بن عبد اللَّه البكائي عن ابن إسحاق مصنفها، و إنما نسبت إليه فيقال سيرة ابن هشام، لأنه هذبها و زاد فيها و نقص منها، و حرر أماكن و استدرك أشياء. و كان إماما في‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست