responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 278

القدر؟ و حضر عند المأمون هدبة بن خالد ليتغدى عنده فلما رفعت المائدة جعل هدبة يلتقط ما تناثر منها من اللباب و غيره، فقال له المأمون: أما شبعت يا شيخ؟ فقال: بلى،

حدثني حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قال: «من أكل ما تحت مائدته أمن من الفقر».

قال فأمر له المأمون بألف دينار.

و روى ابن عساكر أن المأمون قال يوما لمحمد بن عباد بن المهلب: يا أبا عبد اللَّه قد أعطيتك ألف ألف، و ألف ألف، و ألف ألف و أعطيك دينارا. فقال: يا أمير المؤمنين إن منع الموجود سوء ظن بالمعبود. فقال: أحسنت يا أبا عبد اللَّه! أعطوه ألف ألف و ألف ألف و ألف ألف. و لما أراد المأمون أن يدخل ببوران بنت الحسن بن سهل جعل الناس يهدون لأبيها الأشياء النفيسة، و كان من جملة من يعتز به رجل من الأدباء. فأهدى إليه مزودا فيه ملح طيب، و مزودا فيه أشنان جيد، و كتب إليه: إني كرهت أن تطوى صحيفة أهل البر و لا أذكر فيها، فوجهت إليك بالمبتدإ به ليمنه و بركته، و بالمختوم به لطيبه و نظافته. و كتب إليه:

بضاعتي تقصر عن همتي‌* * * و همتي تقصر عن مالي‌

فالملح و الأشنان يا سيدي‌* * * أحسن ما يهديه أمثالى‌

قال: فدخل بها الحسن بن سهل على المأمون فأعجبه ذلك و أمر بالمزودين ففرغا و ملئا دنانير و بعث بهما إلى ذلك الأديب. و ولد للمأمون ابنه جعفر فدخل عليه الناس يهنئونه بصنوف التهاني، و دخل بعض الشعراء فقال يهنيه بولده:

مد لك اللَّه الحياة مدا* * * حتى ترى ابنك هذا جدا

ثم يفدّى مثل ما تفدي‌* * * كأنه أنت إذا تبدي‌

أشبه منك قامة و قدا* * * مؤزرا بمجده مردا

قال فأمر له بعشرة آلاف درهم. و قدم عليه و هو بدمشق مال جزيل بعد ما كان قد أفلس و شكى إلى أخيه المعتصم ذلك، فوردت عليه خزائن من خراسان ثلاثون ألف ألف درهم، فخرج يستعرضها و قد زينت الجمال و الأحمال، و معه يحيى بن أكثم القاضي، فلما دخلت البلد قال: ليس من المروءة ان نحوز نحن هذا كله و الناس ينظرون. ثم فرق منه أربعة و عشرين ألف ألف درهم و رجله في الركاب لم ينزل عن فرسه. و من لطيف شعره:-

لساني كتوم لأسراركم‌* * * و دمعي نموم لسرى مذيع‌

فلو لا دموعي كتمت الهوى‌* * * و لو لا الهوى لم تكن لي دموع‌

و قد بعث خادما ليلة من الليالي ليأتيه بجارية فأطال الخادم عندها المكث، و تمنعت الجارية من‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست