responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 277

أصبح ديني الّذي أدين به‌* * * و لست منه الغداة معتذرا

حب عليّ بعد النبي و لا* * * أشتم صديقا و لا عمرا

ثم ابن عفان في الجنان مع‌* * * الأبرار ذاك القتيل مصطبرا

ألا و لا أشتم الزبير و لا* * * طلحة إن قال قائل غدرا

و عائش الام لست أشتمها* * * من يفتريها فنحن منه برا

و هذا المذهب ثانى مراتب الشيعة و فيه تفضيل عليّ على الصحابة. أو قد قال جماعة من السلف و الدار قطنى: من فضل عليا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين و الأنصار- يعنى في اجتهادهم ثلاثة أيام ثم اتفقوا على عثمان و تقديمه على عليّ بعد مقتل عمر- و بعد ذلك ست عشرة مرتبة في التشيع، على ما ذكره صاحب كتاب البلاغ الأكبر، و الناموس الأعظم، و هو كتاب ينتهى به إلى أكفر الكفر. و قد روينا عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب أنه قال: لا أوتى بأحد فضلني على أبى بكر و عمر إلى جلدته جلد المفترى. و تواتر عنه أنه قال: خير الناس بعد النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) أبو بكر ثم عمر. فقد خالف المأمون الصحابة كلهم حتى على بن أبى طالب. و قد أضاف المأمون إلى بدعته هذه التي أزرى فيها على المهاجرين و الأنصار، البدعة الأخرى و الطامة الكبرى و هي القول بخلق القرآن مع ما فيه من الانهماك على تعاطى المسكر و غير ذلك من الأفعال التي تعدد فيها المنكر. و لكن كان فيه شهامة عظيمة و قوة جسيمة في القتال و حصار الأعداء و مصابرة الروم و حصرهم، و قتل رجالهم و سبى نسائهم، و كان يقول: كان لعمر بن عبد العزيز و عبد الملك حجاب و أنا بنفسي، و كان يتحرّى العدل و يتولى بنفسه الحكم بين الناس و الفصل، جاءته امرأة ضعيفة قد تظلمت على ابنه العباس و هو قائم على رأسه، فأمر الحاجب فأخذه بيده فأجلسه معها بين يديه، فادعت عليه بأنه أخذ ضيعة لها و استحوذ عليها، فتناظرا ساعة فجعل صوتها يعلو على صوته، فزجرها بعض الحاضرين فقال له المأمون:

اسكت فان الحق أنطقها و الباطل أسكته، ثم حكم لها بحقها و أغرم ابنه لها عشرة آلاف درهم و كتب إلى بعض الأمراء: ليس المروءة أن يكون بيتك من ذهب و فضة و غريمك عار، و جارك طاو و الفقير جائع. و وقف رجل بين يديه فقال له المأمون: و اللَّه لأقتلنك. فقال: يا أمير المؤمنين إنك تأن على فان الرّفق نصف العفو، فقال: ويلك ويحك! قد حلفت لأقتلنك، فقال: يا أمير المؤمنين إنك إن تلق اللَّه حانثا خير من أن تلقاه قاتلا. فعفا عنه. و كان يقول: ليت أهل الجرائم يعرفون أن مذهبي العفو حتى يذهب الخوف عنهم و يدخل السرور إلى قلوبهم. و ركب يوما في حراقة فسمع ملاحا يقول لأصحابه: ترون هذا المأمون ينبل في عيني و قد قتل أخاه الأمين- يقول ذلك و هو لا يشعر بمكان المأمون- فجعل المأمون يتبسم و يقول: كيف ترون الحيلة حتى أنبل في عين هذا الرجل الجليل‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست