responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 275

من طريق أبى القاسم البغوي حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال: سمعت المأمون في الشماسية و قد أجرى الحلبة فجعل ينظر إلى كثرة الناس فقال ليحيى بن أكثم: أما ترى كثرة الناس؟

قال: حدثنا يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس أن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) قال: «الخلق كلهم عيال اللَّه فأحبهم إليه أنفعهم لعياله».

و من حديث أبى بكر المنايحى عن الحسين بن أحمد المالكي عن يحيى بن أكثم القاضي عن المأمون عن هشيم عن منصور عن الحسن عن أبى بكرة أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قال: «الحياء من الايمان».

و من حديث جعفر بن أبى عثمان الطيالسي أنه صلى العصر يوم عرفة خلف المأمون بالرصافة فلما سلم كبر الناس فجعل يقول: لا يا غوغاء لا يا غوغاء، غدا التكبير سنة أبى القاسم (صلى اللَّه عليه و سلم).

فلما كان الغد صعد المنبر فكبر ثم قال:

أنبأ هشيم بن بشير ثنا ابن شبرمة عن الشعبي عن البراء بن عازب عن أبى بردة بن دينار. قال قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): «من ذبح قبل أن يصلى فإنما هو لحم قدمه لأهله، و من ذبح بعد أن يصلى الغداة فقد أصاب السنة».

اللَّه أكبر كبيرا و الحمد للَّه كثيرا و سبحان اللَّه بكرة و أصيلا، اللَّهمّ أصلحني و استصلحنى و أصلح على يدي. تولى المأمون الخلافة في المحرم لخمس بقين منه بعد مقتل أخيه سنة ثمان و تسعين و مائة، و استمر في الخلافة عشرين سنة و خمسة أشهر. و قد كان فيه تشيع و اعتزال و جهل بالسنة الصحيحة، و قد بايع في سنة إحدى و مائتين بولاية العهد من بعده لعلى الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب، و خلع السواد و لبس الخضرة كما تقدم، فأعظم ذلك العباسيون من البغاددة و غيرهم، و خلعوا المأمون و ولوا عليهم إبراهيم بن المهدي، ثم ظفر المأمون بهم و استقام له الحال في الخلافة، و كان على مذهب الاعتزال لأنه اجتمع بجماعة منهم بشر بن غياث المريسي، فخدعوه و أخذ عنهم هذا المذهب الباطل، و كان يحب العلم و لم يكن له بصيرة نافذة فيه، فدخل عليه بسبب ذلك الداخل، و راج عنده الباطل، و دعا إليه و حمل الناس عليه قهرا. و ذلك في آخر أيامه و انقضاء دولته. و قال ابن أبى الدنيا: كان المأمون أبيض ربعة حسن الوجه قد وخطه الشيب يعلوه صفرة أعين طويل اللحية رقيقها ضيق الجبين، على خده خال. أمه أم ولد يقال لها مراجل. و روى الخطيب عن القاسم بن محمد بن عباد قال: لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء غير عثمان بن عفان و المأمون، و هذا غريب جدا لا يوافق عليه، فقد كان يحفظ القرآن عدة من الخلفاء. قالوا: و قد كان المأمون يتلو في شهر رمضان ثلاثا و ثلاثين ختمة، و جلس يوما لإملاء الحديث فاجتمع حوله القاضي يحيى ابن أكثم و جماعة فأملى عليهم من حفظه ثلاثين حديثا. و كانت له بصيرة بعلوم متعددة، فقها و طبا و شعرا و فرائض و كلاما و نحوا و غريبه، و غريب حديث، و علم النجوم. و إليه ينسب الزيج المأموني.

و قد اختبر مقدار الدرجة في وطئه سنجار فاختلف عمله و عمل الأوائل من الفقهاء. و روى ابن عساكر

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست