responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 274

رأيه، و من رأيه أن يضرب عنق من لم يقل بقوله. فعند ذلك عقد النائب ببغداد مجلسا آخر و أحضر أولئك و فيهم إبراهيم بن المهدي، و كان صاحبا لبشر بن الوليد الكندي، و قد نص المأمون على قتلهما إن لم يجيبا على الفور، فلما امتحنهم إسحاق أجابوا كلهم مكرهين متأولين قوله تعالى‌ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ‌ الآية. إلا أربعة و هم: أحمد بن حنبل، و محمد بن نوح، و الحسن ابن حماد سجادة، و عبيد اللَّه بن عمر القواريري. فقيدهم و أرصدهم ليبعث بهم إلى المأمون، ثم استدعى بهم في اليوم الثاني فامتحنهم فأجاب سجادة إلى القول بذلك فأطلق. ثم امتحنهم في اليوم الثالث فأجاب القواريري إلى ذلك فأطلق قيده. و أخر أحمد بن حنبل و محمد بن نوح الجنديسابوري لأنهما أصرّا على الامتناع من القول بذلك، فأكد قيودهما و جمعهما في الحديد و بعث بهما إلى الخليفة و هو بطرسوس، و كتب كتابا بإرسالهما إليه. فساروا مقيدين في محارة على جمل متعادلين رضى اللَّه عنهما. و جعل الإمام أحمد يدعو اللَّه عز و جل أن لا يجمع بينهما و بين المأمون، و أن لا يرياه و لا يراهما. ثم جاء كتاب المأمون إلى نائبة أنه قد بلغني أن القوم إنما أجابوا مكرهين متأولين قوله تعالى‌ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ‌ الآية. و قد أخطأوا في تأويلهم ذلك خطأ كبيرا، فأرسلهم كلهم إلى أمير المؤمنين. فاستدعاهم إسحاق و ألزمهم بالمسير إلى طرسوس فساروا إليها، فلما كانوا ببعض الطريق بلغهم موت المأمون فردوا إلى الرقة، ثم أذن لهم بالرجوع إلى بغداد. و كان أحمد ابن حنبل و ابن نوح قد سبقا الناس، و لكن لم يجتمعا به. بل أهلكه اللَّه قبل وصولهما إليه، و استجاب اللَّه سبحانه دعاء عبده و وليه الإمام أحمد بن حنبل، فلم يريا المأمون و لا رآهما، بل ردوا إلى بغداد. و سيأتي تمام ما وقع لهم من الأمر الفظيع في أول ولاية المعتصم بن الرشيد، و تمام باقي الكلام على ذلك في ترجمة الإمام أحمد عند ذكر وفاته في سنة إحدى و أربعين و مائتين و باللَّه المستعان.

و هذه ترجمة المأمون‌

هو عبد اللَّه المأمون بن هارون الرشيد العباسي القرشي الهاشمي أبو جعفر أمير المؤمنين، و أمه أم ولد يقال لها مراجل الباذغيسية، و كان مولده في ربيع الأول سنة سبعين و مائة ليلة توفى عمه الهادي، و ولى أبوه هارون الرشيد، و كان ذلك ليلة الجمعة كما تقدم، قال ابن عساكر: روى الحديث عن أبيه و هاشم بن بشر، و أبى معاوية الضرير، و يوسف بن قحطبة، و عباد بن العوام، و إسماعيل بن علية، و حجاج بن محمد الأعور. و روى عنه أبو حذيفة إسحاق بن بشر- و هو أسن منه- و يحيى بن أكثم القاضي و ابنه الفضل بن المأمون و معمر بن شبيب و أبو يوسف القاضي و جعفر بن أبى عثمان الطيالسي و أحمد بن الحارث الشعبي- أو اليزيدي- و عمرو بن مسعدة و عبد اللَّه بن طاهر بن الحسين، و محمد بن إبراهيم السلمي و دعبل بن على الخزاعي. قال: و قدم دمشق مرات و أقام بها مدة، ثم روى ابن عساكر

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست