responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 273

و أورد من القرآن آيات هي حجة عليه. و أورد ابن جرير ذلك كله، و أمر نائبة أن يقرأ ذلك على الناس و أن يدعوهم إليه و إلى القول بخلق القرآن، فأحضر أبو إسحاق جماعة من الأئمة و هم أحمد بن حنبل. و قتيبة. و أبو حيان الزيادي. و بشر بن الوليد الكندي. و على بن أبى مقاتل. و سعدويه الواسطي. و على بن الجعد. و إسحاق بن أبى إسرائيل، و ابن الهرش، و ابن علية الأكبر، و يحيى ابن عبد الحميد العمرى. و شيخ آخر من سلالة عمر كان قاضيا على الرقة، و أبو نصر التمار، و أبو معمر القطيعي، و محمد بن حاتم بن ميمون. و محمد بن نوح الجنديسابوري المضروب، و ابن الفرخان، و النضر بن شميل. و أبو على بن عاصم، و أبو العوام البارد، و أبو شجاع، و عبد الرحمن بن إسحاق و جماعة. فلما دخلوا على أبى إسحاق قرأ عليهم كتاب المأمون. فلما فهموه قال لبشر بن الوليد:

ما تقول في القرآن؟ فقال: هو كلام اللَّه. قال: ليس عن هذا أسألك. و إنما أسألك أ هو مخلوق؟

قال: ليس بخالق. قال: و لا عن هذا أسألك. فقال: ما أحسن غير هذا. و صمم على ذلك. فقال:

تشهد أن لا إله إلا اللَّه أحدا فردا لم يكن قبله شي‌ء و لا بعده شي‌ء و لا يشبهه شي‌ء من خلقه في معنى من المعاني و لا وجه من الوجوه؟ قال: نعم! فقال للكاتب: اكتب بما قال. فكتب. ثم امتحنهم رجلا رجلا فأكثرهم امتنع من القول بخلق القرآن، فكان إذا امتنع الرجل منهم امتحنه بالرقعة التي وافق عليها بشر بن الوليد الكندي، من أنه يقال لا يشبهه شي‌ء من خلقه في معنى من المعاني و لا وجه من الوجوه فيقول: نعم كما قال بشر. و لما انتهت النوبة إلى امتحان أحمد بن حنبل فقال له: أ تقول إن القرآن مخلوق؟ فقال: القرآن كلام اللَّه لا أزيد على هذا. فقال له: ما تقول في هذه الرقعة؟ فقال أقول‌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فقال رجل من المعتزلة: إنه يقول: سميع بأذن بصير بعين. فقال له إسحاق: ما أردت بقولك سميع بصير؟ فقال: أردت منها ما أراده اللَّه منها و هو كما وصف نفسه و لا أزيد على ذلك. فكتب جوابات القوم رجلا رجلا و بعث بها إلى المأمون. و كان من الحاضرين من أجاب إلى القول بخلق القرآن مصانعة مكرها لأنهم كانوا يعزلون من لا يجيب عن وظائفه، و إن كان له رزق على بيت المال قطع، و إن كان مفتيا منع من الإفتاء، و إن كان شيخ حديث ردع عن الأسماع و الأداء. و وقعت فتنة صماء و محنة شنعاء و داهية دهياء فلا حول و لا قوة إلا باللَّه.

فصل‌

فلما وصلت جوابات القوم إلى المأمون بعث إلى نائبة يمدحه على ذلك و يرد على كل فرد فرد ما قال في كتاب أرسله. و أمر نائبة أن يمتحنهم أيضا فمن أجاب منهم شهر أمره في الناس، و من لم يجب منهم فابعثه إلى عسكر أمير المؤمنين مقيدا محتفظا به حتى يصل إلى أمير المؤمنين فيرى فيه‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست