responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 272

و إلا فالسيف و القتل و السلام على من اتبع الهدى. و فيها حج بالناس سليمان بن عبد اللَّه بن سليمان ابن على. و فيها توفى الحجاج بن منهال. و شريح بن النعمان. و موسى بن داود الضبيّ و اللَّه سبحانه أعلم.

ثم دخلت سنة ثمان عشرة و مائتين‌

في أول يوم من جمادى الأولى وجه المأمون ابنه العباس إلى بلاد الروم لبناء الطوانة و تجديد عمارتها. و بعث إلى سائر الأقاليم في تجهيز الفعلة من كل بلد إليها، من مصر و الشام و العراق، فاجتمع عليها خلق كثير، و أمره أن يجعلها ميلا في ميل، و أن يجعل سورها ثلاث فراسخ، و أن يجعل لها ثلاثة أبواب.

ذكر أول المحنة و الفتنة

في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبة ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة و المحدثين بالقول بخلق القرآن. و أن يرسل إليه جماعة منهم، و كتب إليه يستحثه في كتاب مطول و كتب غيره قد سردها ابن جرير كلها، و مضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث و كل محدث مخلوق، و هذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا عن المحدثين، فان القائلين بأن اللَّه تعالى تقوم به الأفعال الاختيارية لا يقولون بان فعله تعالى القائم بذاته المقدسة، مخلوق، بل لم يكن مخلوقا، بل يقولون هو محدث و ليس بمخلوق، بل هو كلام اللَّه القائم بذاته المقدسة، و ما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا، و قد قال اللَّه تعالى‌ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ‌ و قال تعالى‌ وَ لَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ‌ فالأمر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، و هذا له موضع آخر. و قد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد. و المقصود أن كتاب المأمون لما ورد بغداد قرئ على الناس، و قد عين المأمون جماعة من المحدثين ليحضرهم إليه، و هم محمد بن سعد كاتب الواقدي، و أبو مسلم المستملي، و يزيد بن هارون [1] و يحيى بن معين و أبو خيثمة زهير بن حرب، و إسماعيل بن أبى مسعود. و أحمد ابن الدورقي. فبعث بهم إلى المأمون إلى الرقة فامتحنهم بخلق القرآن فأجابوه إلى ذلك و أظهروا موافقته و هم كارهون، فردهم إلى بغداد و أمر باشهار أمرهم بين الفقهاء، ففعل إسحاق ذلك. و أحضر خلقا من مشايخ الحديث و الفقهاء و أئمة المساجد و غيرهم، فدعاهم إلى ذلك عن أمر المأمون، و ذكر لهم موافقة أولئك المحدثين له على ذلك، فأجابوا بمثل جواب أولئك موافقة لهم، و وقعت بين الناس فتنة عظيمة فانا للَّه و إنا إليه راجعون. ثم كتب المأمون إلى إسحاق أيضا بكتاب ثان يستدل به على القول بخلق القرآن بشبه من الدلائل أيضا لا تحقيق تحتها و لا حاصل لها، بل هي من المتشابه‌


[1] قد ذكر المؤلف وفاة يزيد بن هارون في سنة ست و مائتين، ثم ذكره هنا في المحضرين فلا وجه إلا أن يكون غالطا هنا أو هناك.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست