responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 271

هلال. و هوذة بن خليفة.

و زبيدة امرأة الرشيد و ابنة عمه‌

و هي ابنة جعفر أم العزيز الملقبة زبيدة بنت جعفر بن المنصور العباسية الهاشمية القرشية، كانت أحب الناس إلى الرشيد، و كانت ذات حسن باهر و جمال طاهر، و كان له معها من الحظايا و الجواري و الزوجات غيرها كثيرا كما ذكرنا ذلك في ترجمته، و إنما لقبت زبيدة لأن جدها أبا جعفر المنصور كان يلاعبها و يرقصها و هي صغيرة و يقول: إنما أنت زبيدة، لبياضها، فغلب ذلك عليها فلا تعرف إلا به، و أصل اسمها أم العزيز. و كان لها من الجمال و المال و الخير و الديانة و الصدقة و البر شي‌ء كثير.

و روى الخطيب أنها حجت فبلغت نفقتها في ستين يوما أربعة و خمسين ألف ألف درهم، و لما هنأت المأمون بالخلافة قالت: هنأت نفسي بها عنك قبل أن أراك، و لئن كنت فقدت ابنا خليفة لقد عوضت ابنا خليفة لم ألده، و ما خسر من اعتاض مثلك، و لا ثكلت أم ملأت يدها منك، و أنا أسأل اللَّه أجرا على ما أخذ، و إمتاعا بما عوض. توفيت ببغداد في جمادى الأولى سنة ست عشرة و مائتين.

ثم قال الخطيب: حدثني الحسين بن محمد الخلال لفظا قال: و حدث أبا الفتح القواس قال ثنا صدقة بن هبيرة الموصلي ثنا محمد بن عبد اللَّه الواسطي قال قال عبد اللَّه بن المبارك: رأيت زبيدة في المنام فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ فقالت غفر لي في أول معول ضرب في طريق مكة. قلت: فما هذه الصفرة؟ قلت: دفن بين ظهرانينا رجل يقال له بشر المريسي زفرت عليه جهنم زفرة فاقشعر لها جسدي فهذه الصفرة من تلك الزفرة. و ذكر ابن خلكان أنه كان لها مائة جارية كلهن يحفظن القرآن العظيم، غير من قرأ منه ما قدر له و غير من لم يقرأ، و كان يسمع لهن في القصر دوى كدوي النحل، و كان ورد كل واحدة عشر القرآن، و ورد أنها رئيت في المنام فسئلت عما كانت تصنعه من المعروف و الصدقات و ما عملته في طريق الحج فقالت: ذهب ثواب ذلك كله إلى أهله، و ما نفعنا إلا ركعات كنت أركعهن في السحر. و فيها جرت حوادث و أمور يطول ذكرها.

ثم دخلت سنة سبع عشرة و مائتين‌

في المحرم منها دخل المأمون مصر و ظفر بعبدوس الفهري فأمر فضربت عنقه، ثم كر راجعا إلى الشام. و فيها ركب المأمون إلى بلاد الروم أيضا فحاصر لؤلؤة مائة يوم، ثم ارتحل عنها و استخلف على حصارها عجيفا فخدعته الروم فأسروه فأقام في أيديهم ثمانية أيام، ثم انفلت منهم و استمر محاصرا لهم، فجاء ملك الروم بنفسه فأحاط بجيشه من ورائه، فبلغ المأمون فسار إليه، فلما أحس توفيل بقدومه هرب و بعث وزيره صنغل فسأله الأمان و المصالحة، لكنه بدأ بنفسه قبل المأمون فرد عليه المأمون كتابا بليغا مضمونه التقريع و التوبيخ، و إني إنما أقبل منك الدخول في الحنيفية

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست