نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 268
كل من في الأرض من عرب* * * بين باديه إلى حضره
يرتجيه نيل مكرمة* * * يأتسيها يوم مفتخره
و لما بلغ المأمون هذه الأبيات- و هي قصيدة طويلة- عارض فيها أبا نواس فتطلبه المأمون فهرب منه ثم أحضر بين يديه فقال له: ويحك فضلت القاسم بن عيسى علينا. فقال: يا أمير المؤمنين أنتم أهل بيت اصطفاكم اللَّه من بين عباده، و آتاكم ملكا عظيما، و إنما فضلته على أشكاله و أقرانه.
فقال: و اللَّه ما أبقيت أحدا حيث تقول:
كل من في الأرض من عرب* * * بين باديه إلى حضره
و مع هذا فلا أستحل فتلك بهذا، و لكن بشركك و كفرك حيث تقول في عبد ذليل:
أنت الّذي تنزل الأيام منزلها* * * و تنقل الدهر من حال إلى حال
و ما مددت مدى طرف إلى أحد* * * إلا قضيت بأرزاق و آجال
ذاك اللَّه يفعله، أخرجوا لسانه من قفاه. فأخرجوا لسانه في هذه السنة فمات. و قد امتدح حميد بن عبد الحميد الطوسي:
إنما الدنيا حميد* * * و أياديه جسام
فإذا ولى حميد* * * فعلى الدنيا السلام
و لما مات حميد هذا رثاه أبو العتاهية بقوله:
أبا غانم أما ذراك فواسع* * * و قبرك معمور الجوانب محكم
و ما ينفع المقبور عمران قبره* * * إذا كان فيه جسمه يتهدم
و قد أورد ابن خلكان لعكوك هذا أشعارا جيدة تركناها اختصارا.
ثم دخلت سنة أربع عشرة و مائتين
في يوم السبت لخمس بقين من ربيع الأول منها التقى محمد بن حميد و بابك الخرمى لعنه اللَّه، فقتل الخرمى خلقا كثيرا من جيشه، و قتله أيضا و انهزم بقية أصحاب ابن حميد، فبعث المأمون إسحاق بن إبراهيم و يحيى بن أكثم إلى عبد اللَّه بن طاهر يخيرانه بين خراسان، و نيابة الجبال و أذربيجان و أرمينية و محاربة بابك، فاختار المقام بخراسان لكثرة احتياجها إلى الضبط، و للخوف من ظهور الخوارج. و فيها دخل أبو إسحاق بن الرشيد الديار المصرية فانتزعها من يد عبد السلام و ابن جليس و قتلهما. و فيها خرج رجل يقال له بلال الضبابي فبعث إليه المأمون ابنه العباس في جماعة من الأمراء فقتلوا بلالا و رجعوا إلى بغداد. و فيها ولى المأمون على بن هشام الجبل و قم و أصبهان و أذربيجان. و فيها حج بالناس إسحاق بن العباس بن محمد بن على بن عبد اللَّه بن عباس.
و فيها توفى
أحمد بن خالد الموهبي.
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 268