نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 267
في الناس بدعتين فظيعتين إحداهما أطم من الأخرى، و هي القول بخلق القرآن، و الثانية تفضيل على بن أبى طالب على الناس بعد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم). و قد أخطأ في كل منهما خطأ كبيرا فاحشا، و أثم إثما عظيما. و فيها حج بالناس عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن العباس العباسي. و فيها توفى أسد بن موسى الّذي يقال له أسد السنة. و الحسن بن جعفر. و أبو عاصم النبيل و اسمه الضحاك بن مخلد. و أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الشامي الدمشقيّ. و محمد بن يونس الفريابي شيخ البخاري.
ثم دخلت سنة ثلاث عشرة و مائتين
فيها ثار رجلان عبد السلام و ابن جليس فخلعا المأمون و استحوذا على الديار المصرية، و تابعهما طائفة من القيسية و اليمانية، فولى المأمون أخاه أبا إسحاق نيابة الشام، و ولى ابنه العباس نيابة الجزيرة و الثغور و العواصم، و أطلق لكل منهما و لعبد اللَّه بن طاهر ألف ألف دينار و خمسمائة ألف دينار. فلم ير يوم أكثر إطلاقا منه، أطلق فيه لهؤلاء الأمراء الثلاثة ألف ألف دينار و خمسمائة ألف دينار. و فيها ولى السند غسان بن عباد. و حج بالناس أمير السنة الماضية. و فيها توفى عبد اللَّه بن داود الجرينى. و عبد اللَّه بن يزيد المقري المصري. و عبد اللَّه بن موسى العبسيّ. و عمرو بن أبى سلمة الدمشقيّ. و حكى ابن خلكان أن بعضهم قال: و فيها توفى إبراهيم بن ماهان الموصلي النديم. و أبو العتاهية. و أبو عمرو الشيباني النحويّ في يوم واحد ببغداد، و لكنه صحح أن إبراهيم النديم توفى سنة ثمان و ثمانين و مائة. قال السهيليّ: و فيها توفى عبد الملك بن هشام راوي السيرة عن ابن إسحاق.
حكاه ابن خلكان عنه، و الصحيح أنه توفى سنة ثمان عشرة و مائتين كما نص عليه أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر
و العكوك الشاعر
أبو الحسن بن على بن جبلة الخراساني يلقب بالعكوك، و كان من الموالي ولد أعمى و قيل بل أصابه جدري و هو ابن سبع سنين، و كان أسود أبرص، و كان شاعرا مطبقا فصيحا بليغا، و قد أثنى عليه في شعره الجاحظ فمن بعده. قال: ما رأيت بدويا و لا حضريا أحسن إنشاء منه. فمن ذلك قوله:
بأبي من زارني متكتما* * * حذرا من كل شيء جزعا
زائرا نم عليه حسنه* * * كيف يخفى الليل بدرا طلعا
رصد الخلوة حتى أمكنت* * * و رعى السامر حتى هجعا
ركب الأهوال في زورته* * * ثم ما سلم حتى رجعا
و هو القائل في أبى دلف القاسم بن عيسى العجليّ:
إنما الدنيا أبو دلف* * * بين مغزاه و محتضره
فإذا ولى أبو دلف* * * ولت الدنيا على أثره
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 267