responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 259

و قالوا: إنه يرى الملائكة و يكلمونه، فخرج إلى بعض الثغور فرأى بعض أهل الشام في منامه أنه إن لم يرجع إليهم هلكوا. فخرجوا في طلبه و تشفعوا له و تذللوا له حتى ردوه.

و قد اختلف الناس في وفاته على أقوال فقيل: مات سنة أربع و مائتين، و قيل سنة خمس و مائتين، و قيل خمس عشرة و مائتين، و قيل سنة خمس و ثلاثين و مائتين فاللَّه أعلم. و قد قال مروان الطاطري يوم مات أبو سليمان: لقد أصيب به أهل الإسلام كلهم. قلت: و قد دفن في قرية داريا في قبلتها، و قبره بها مشهور و عليه بناء، و قبلته مسجد بناه الأمير ناهض الدين عمر النهرواني، و وقف على المقيمين عنده وقفا يدخل عليهم منه غلة، و قد جدد مزاره في زماننا هذا و لم أر ابن عساكر تعرض لموضع دفنه بالكلية، و هذا منه عجيب. و روى ابن عساكر عن أحمد بن أبى الحواري قال كنت أشتهى أن أرى أبا سليمان في المنام فرأيته بعد سنة فقلت له: ما فعل اللَّه بك يا معلم؟ فقال:

يا أحمد دخلت يوما من باب الصغير فرأيت حمل شيخ فأخذت منه عودا فما أدرى تخللت به أو رميته، فأنا في حسابه إلى الآن. و قد توفى ابنه سليمان بعده بنحو من سنتين رحمهما اللَّه تعالى.

ثم دخلت سنة ست و مائتين‌

فيها ولى المأمون داود بن ماسجور بلاد البصرة و كور دجلة و اليمامة و البحرين، و أمره بمحاربة الزط. و فيها جاء مد كثير فغرق أرض السواد و أهلك للناس شيئا كثيرا. و فيها ولى المأمون عبد اللَّه ابن طاهر بن الحسين أرض الرقة و أمره بمحاربة نصر بن شبث، و ذلك أن نائبها يحيى بن معاذ مات و قد كان استخلف مكانه ابنه أحمد فلم يمض ذلك المأمون، و استناب عليها عبد اللَّه بن طاهر لشهامته و بصره بالأمور، و حثه على قتال نصر بن شبث، و قد كتب إليه أبوه من خراسان بكتاب فيه الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر و اتباع الكتاب و السنة. و قد ذكره ابن جرير بطوله، و قد تداوله الناس بينهم و استحسنوه و تهادوه بينهم، حتى بلغ أمره إلى المأمون فأمر فقرئ بين يديه فاستجاده جدا، و أمر أن يكتب به نسخ إلى سائر العمال في الأقاليم. و حج بالناس عبيد اللَّه بن الحسن نائب الحرمين. و فيها توفى إسحاق بن بشر الكاهلي أبو حذيفة صاحب كتاب المبتدإ.

و حجاج بن محمد الأعور. و داود بن المحبر الّذي وضع كتاب العقل. و سبابة بن سوار (شبابة) و محاضر بن المورد. و قطرب صاحب المثلث في اللغة. و وهب بن جرير. و يزيد بن هارون شيخ الامام أحمد.

ثم دخلت سنة سبع و مائتين‌

فيها خرج عبد الرحمن بن أحمد بن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب ببلاد عك في اليمن يدعو إلى الرضى من آل محمد، و ذلك لما أساء العمال السيرة و ظلموا الرعايا، فلما ظهر بايعه الناس فبعث إليه المأمون دينار بن عبد اللَّه في جيش كثيف و معه كتاب أمان لعبد الرحمن هذا إن هو سمع‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست