responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 257

ترك شهوة أذهبها اللَّه من قلبه، و اللَّه أكرم من أن يعذب قلبا بشهوة تركت له. و قال: إذا سكنت الدنيا القلب ترحلت منه الآخرة، و إذا كانت الآخرة في القلب جاءت الدنيا تزاحمها، و إذا كانت الدنيا في القلب لم تزاحمها الآخرة، لأن الدنيا لئيمة و الآخرة كريمة، و ما ينبغي لكريم أن يزاحم لئيما و قال أحمد بن أبى الحواري: بت ليلة عند أبى سليمان فسمعته يقول: و عزتك و جلالك لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك، و لئن طالبتني ببخلى لأطالبنك بكرمك، و لئن أمرت بى إلى النار لأخبرن أهل النار أنى أحبك. و كان يقول: لو شك الناس كلهم في الحق ما شككت فيه وحدي. و كان يقول: ما خلق اللَّه خلقا أهون عليّ من إبليس، و لو لا أن اللَّه أمرنى أن أتعوذ منه ما تعوذت منه أبدا، و لو تبدي لي ما لطمت إلا صفحة وجهه. و قال: إن اللص لا يجي‌ء إلى خربة ينقب حيطانها و هو قادر على الدخول إليها من أي مكان شاء، و إنما يجي‌ء إلى البيت المعمور، كذلك إبليس لا يجي‌ء إلا إلى كل قلب عامر ليستنزله و ينزله عن كرسيه و يسلبه أعز شي‌ء. و قال: إذا أخلص العبد انقطعت عنه الوساوس و الرؤيا. و قال: الرؤيا- يعنى الجنابة- و قال: مكثت عشرين سنة لم أحتلم فدخلت مكة ففاتتني صلاة العشاء جماعة فاحتلمت تلك الليلة. و قال: إن من خلق اللَّه قوما لا يشغلهم الجنان و ما فيها من النعيم عنه فكيف يشتغلون بالدنيا عنه؟ و قال: الدنيا عند اللَّه أقل من جناح بعوضة فما الزهد فيها، و إنما الزهد في الجنان و الحور العين، حتى لا يرى اللَّه في قلبك غيره. و قال الجنيد: شي‌ء يروى عن أبى سليمان أنا استحسنته كثيرا قوله: من اشتغل بنفسه شغل عن الناس، و من اشتغل بربه شغل عن نفسه و عن الناس. و قال: خير السخاء ما وافق الحاجة. و قال: من طلب الدنيا حلالا و استغناء عن المسألة و استغناء عن الناس لقي اللَّه يوم يلقاه و وجهه كالقمر ليلة البدر، و من طلب الدنيا حلالا مفاخرا و مكاثرا لقي اللَّه يوم يلقاه و هو عليه غضبان. و قد روى نحو هذا مرفوعا. و قال: إن قوما طلبوا الغنى في المال و جمعه فأخطئوا من حيث ظنوا، ألا و إنما الغنى في القناعة، و طلبوا الراحة في الكثرة، و إنما الراحة في القلة، و طلبوا الكرامة من الخلق و إنما هي في التقوى، و طلبوا التنعم في اللباس الرقيق اللين، و الطعام الطيب، و المسكن الأنيق المنيف، و إنما هو في الإسلام و الايمان و العمل الصالح و الستر و العافية و ذكر اللَّه. و قال: لو لا قيام الليل ما أحببت البقاء في الدنيا و ما أحب الدنيا لغرس الأشجار و لا لكرى الأنهار. و إنما أحبها لصيام الهواجر و قيام الليل. و قال: أهل الطاعة في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم. و قال: ربما استقبلني الفرح في جوف الليل، و ربما رأيت القلب يضحك ضحكا. و قال: إنه لتمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربا فأقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.

و قال أحمد بن أبى الحواري: سمعت أبا سليمان يقول: بينا أنا ساجد إذ ذهب بى النوم فإذا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست