responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 256

قال: و قال أبو سليمان: أفضل الأعمال خلاف هوى النفس. و قال لكل شي‌ء علم و علم الخذلان ترك البكاء من خشية اللَّه. و قال: لكل شي‌ء صدأ و صدأ نور القلب شبع البطن. و قال كل ما شغلك عن اللَّه من أهل أو مال أو ولد فهو شؤم. و قال: كنت ليلة في المحراب أدعو و يداي ممدودتان فغلبني البرد فضممت إحداهما و بقيت الأخرى مبسوطة أدعو بها، و غلبتني عيني فنمت فهتف بى هاتف: يا أبا سليمان قد وضعنا في هذه ما أصابها، و لو كانت الأخرى لوضعنا فيها. قال: فآليت على نفسي ألا أدعو إلا و يداي خارجتان، حرا كان أو بردا. و قال: نمت ليلة عن وردى فإذا أنا بحوراء تقول لي: تنام و أنا أربى لك في الخدور منذ خمسمائة عام؟ و قال أحمد بن أبى الحواري سمعت أبا سليمان يقول: إن في الجنة أنهارا على شاطئيها خيام فيهن الحور، ينشئ اللَّه خلق الحوراء إنشاء، فإذا تكامل خلقها ضربت الملائكة عليهنّ الخيام، الواحدة منهن جالسة على كرسي من ذهب ميل في ميل، قد خرجت عجيزتها من جانب الكرسي، فيجي‌ء أهل الجنة من قصورهم يتنزهون على شاطئ تلك الأنهار ما شاءوا ثم يخلوا كل رجل بواحدة منهن. و قال أبو سليمان: كيف يكون في الدنيا حال من يريد افتضاض الأبكار على شاطئ تلك الأنهار في الجنة.

و قال: سمعت أبا سليمان يقول: ربما مكثت خمس ليال لا أقرأ بعد الفاتحة بآية واحدة أتفكر في معانيها، و لربما جاءت الآية من القرآن فيطير العقل، فسبحان من يرده بعد. و سمعته يقول: أصل كل خير في الدنيا و الآخرة الخوف من اللَّه عز و جل، و مفتاح الدنيا الشبع، و مفتاح الآخرة الجوع. و قال لي يوما: يا أحمد جوع قليل و عرى قليل و فقر قليل و صبر قليل و قد انقضت عنك أيام الدنيا. و قال أحمد: اشتهى أبو سليمان يوما رغيفا حارا بملح فجئته به فعض منه عضة ثم طرحه و أقبل يبكى و يقول: يا رب عجلت لي شهوتي، لقد أطلت جهدي و شقوتي و أنا تائب؟ فلم يذق الملح حتى لحق باللَّه عز و جل. قال: و سمعته يقول: ما رضيت عن نفسي طرفة عين، و لو أن أهل الأرض اجتمعوا على أن يضعونى كاتضاعى عند نفسي ما قدروا. و سمعته يقول: من رأى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الخدمة. و سمعته يقول: من حسن ظنه باللَّه ثم لم يخفه و يطعه فهو مخدوع. و قال: ينبغي للخوف أن يكون على العبد أغلب الرجاء، فإذا غلب الرجاء على الخوف فسد القلب. و قال لي يوما: هل فوق الصبر منزلة؟ فقلت: نعم- يعنى الرضا- فصرخ صرخة غشي عليه ثم أفاق فقال: إذا كان الصابرون يوفون أجرهم بغير حساب، فما ظنك بالأخرى و هم الذين رضى عنهم. و قال: ما يسرني أن لي الدنيا و ما فيها من أولها إلى آخرها أنفقه في وجوه البر، و إني أغفل عن اللَّه طرفة عين. و قال: قال زاهد لزاهد: أوصني، فقال: لا يراك اللَّه حيث نهاك و لا يفقدك حيث أمرك، فقال: زدني. فقال: ما عندي زيادة. و قال من أحسن في نهاره كوفئ في ليله، و من أحسن في ليله كوفئ في نهاره، و من صدق في‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست