نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 254
و في رواية فلا تقلدونى. و في رواية فلا تلتفتوا إلى قولي. و في رواية فاضربوا بقولي عرض الحائط، فلا قول لي مع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم). و قال: لأن يلقى اللَّه العبد بكل ذنب ما خلا الشرك باللَّه خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء. و في رواية خير من أن يلقاه بعلم الكلام. و قال: لو علم الناس ما في الكلام من الأهواء لفروا منه كما يفرون من الأسد. و قال: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، و يطاف بهم في القبائل و ينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب و السنة و أقبل على الكلام.
و قال البويطي: سمعت الشافعيّ يقول: عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا.
و قال: إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلا من أصحاب رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، جزاهم اللَّه خيرا، حفظوا لنا الأصل، فلهم علينا الفضل. و من شعره في هذا المعنى قوله:
كل العلوم سوى القرآن مشغلة* * * إلا الحديث و إلا الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا* * * و ما سوى ذاك وسواس الشياطين
و كان يقول: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، و من قال مخلوق فهو كافر. و قد روى عن الربيع و غير واحد من رءوس أصحابه ما يدل على أنه كان يمر بآيات الصفات و أحاديثها كما جاءت من غير تكييف و لا تشبيه و لا تعطيل و لا تحريف، على طريقة السلف. و قال ابن خزيمة: أنشدنى المزني و قال أنشدنا الشافعيّ لنفسه قوله:
ما شئت كان و إن لم أشأ* * * و ما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد على ما علمت* * * ففي العلم يجرى الفتى و المسن
فمنهم شقي و منهم سعيد* * * و منهم قبيح و منهم حسن
على ذا مننت و هذا خذلت* * * و هذا أعنت و ذا لم تعن
و قال الربيع: سمعت الشافعيّ يقول: أفضل الناس بعد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على. و عن الربيع قال: أنشدنى الشافعيّ:
قد عوج الناس حتى أحدثوا بدعا* * * في الدين بالرأي لم تبعث بها الرسل
حتى استخف بحق اللَّه أكثرهم* * * و في الّذي حملوا من حقه شغل
و قد ذكرنا من شعره في السنة و كلامه فيها و فيما قال من الحكم و المواعظ طرفا صالحا في الّذي كتبناه في أول طبقات الشافعية. و قد كانت وفاته بمصر يوم الخميس، و قيل يوم الجمعة، في آخر يوم من رجب سنة أربع و مائتين، و عن أربع و خمسين سنة، و كان أبيض جميلا طويلا مهيبا يخضب بالحناء، مخالفا للشيعة (رحمه اللَّه) و أكرم مثواه.
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 254