responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 253

صلاته. و أبو عبيد، و قال: ما رأيت أفصح و لا أعقل و لا أورع من الشافعيّ. و يحيى بن أكثم القاضي، و إسحاق بن راهويه، و محمد بن الحسن، و غير واحد ممن يطول ذكرهم و شرح أقوالهم.

و كان أحمد بن حنبل يدعو له في صلاته نحوا من أربعين سنة،

و كان أحمد يقول في الحديث الّذي رواه أبو داود من طريق عبد اللَّه بن وهب عن سعيد بن أبى أيوب عن شراحيل بن يزيد عن أبى علقمة عن أبى هريرة عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم): «إن اللَّه يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها».

قال فعمر بن عبد العزيز على رأس المائة الأولى، و الشافعيّ على رأس المائة الثانية.

و قال أبو داود الطيالسي: حدثنا جعفر بن سليمان عن نصر بن معبد الكندي- أو العبديّ- عن الجارود عن أبى الأحوص عن عبد اللَّه بن مسعود قال قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): «لا تسبوا قريشا فان عالمها يملأ الأرض علما، اللَّهمّ إنك إذ أذقت أولها عذابا و وبالا فأذق آخرها نوالا».

و هذا غريب من هذا الوجه، و قد رواه الحاكم في مستدركه عن أبى هريرة عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) بنحوه.

قال أبو نعيم عبد الملك بن محمد الأسفراييني: لا ينطبق هذا إلا على محمد بن إدريس الشافعيّ. حكاه الخطيب. و قال يحيى بن معين عن الشافعيّ: هو صدوق لا بأس به. و قال مرة: لو كان الكذب له مباحا مطلقا لكانت مروءته تمنعه أن يكذب. و قال ابن أبى حاتم سمعت أبى يقول: الشافعيّ فقيه البدن، صدوق اللسان. و حكى بعضهم عن أبى زرعة أنه قال: ما عند الشافعيّ حديث غلط فيه.

و حكى عن أبى داود نحوه.

و قال إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة- و قد سئل هل سنة لم تبلغ الشافعيّ؟- فقال: لا.

و معنى هذا أنها تارة تبلغه بسندها، و تارة مرسلة، و تارة منقطعة كما هو الموجود في كتبه و اللَّه أعلم.

و قال حرملة: سمعت الشافعيّ يقول: سميت ببغداد ناصر السنة. و قال أبو ثور: ما رأينا مثل الشافعيّ و لا هو رأى مثل نفسه. و كذا قال الزعفرانيّ و غيره. و قال داود بن على الظاهري في كتاب جمعه في فضائل الشافعيّ: للشافعي من الفضائل ما لم يجتمع لغيره، من شرف نسبه، و صحة دينه و معتقده، و سخاوة نفسه، و معرفته بصحة الحديث و سقمه و ناسخه و منسوخه، و حفظه الكتاب و السنة و سيرة الخلفاء و حسن التصنيف، و جودة الأصحاب و التلامذة، مثل أحمد بن حنبل في زهده و ورعه، و إقامته على السنة. ثم سرد أعيان أصحابه من البغاددة و المصريين، و كذا عد أبو داود من جملة تلاميذه في الفقه أحمد بن حنبل. و قد كان الشافعيّ من أعلم الناس بمعاني القرآن و السنة، و أشد الناس نزعا للدلائل منهما، و كان من أحسن الناس قصدا و إخلاصا، كان يقول: وددت أن الناس تعلموا هذا العلم و لا ينسب إليّ شي‌ء منه أبدا فأوجر عليه و لا يحمدوني. و قد قال غير واحد عنه: إذا صح عندكم الحديث عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فقولوا به و دعوا قولي، فأنى أقول به، و إن لم تسمعوا منى.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست