responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 252

خمس عشرة سنة. و قيل ابن ثماني عشرة سنة، أذن له شيخه مسلم بن خالد الزنجي، و عنى باللغة و الشعر، و أقام في هذيل نحوا من عشر سنين، و قيل عشرين سنة، فتعلم منهم لغات العرب و فصاحتها، و سمع الحديث الكثير على جماعة من المشايخ و الأئمة، و قرأ بنفسه الموطأ على مالك من حفظه فأعجبته قراءته و همته، و أخذ عنه علم الحجازيين بعد أخذه عن مسلم بن خالد الزنجي. و روى عنه خلق كثير قد ذكرنا أسماءهم مرتبين على حروف المعجم، و قرأ القرآن على إسماعيل بن قسطنطين عن شبل عن ابن كثير عن مجاهد عن ابن عباس عن أبى بن كعب عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) عن جبريل عن اللَّه عز و جل.

و أخذ الشافعيّ الفقه عن مسلم بن خالد عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس و ابن الزبير و غيرهما عن جماعة من الصحابة، منهم عمرو بن على و ابن مسعود، و زيد بن ثابت، و غيرهم.

و كلهم عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم). و تفقه أيضا على مالك عن مشايخه، و تفقه به جماعة قد ذكرناهم و من بعدهم إلى زماننا في تصنيف مفرد. و قد روى ابن أبى حاتم عن أبى بشر الدولابي عن محمد بن إدريس وراق الحميدي عن الشافعيّ أنه ولى الحكم بنجران من أرض اليمن، ثم تعصبوا عليه و وشوا به إلى الرشيد أنه يروم الخلافة، فحمل على بغل في قيد إلى بغداد فدخلها في سنة أربع و ثمانين و مائة و عمره ثلاثون سنة، فاجتمع بالرشيد فتناظر هو و محمد بن الحسن بين يدي الرشيد، و أحسن القول فيه محمد بن الحسن، و تبين للرشيد براءته مما نسب إليه، و أنزله محمد بن الحسن عنده. و كان أبو يوسف قد مات قبل ذلك بسند، و قيل بسنتين، و أكرم محمد بن الحسن و كتب عنه الشافعيّ وقر بعير، ثم أطلق له الرشيد ألفى دينار و قيل خمسة آلاف دينار. و عاد الشافعيّ إلى مكة ففرق عامة ما حصل له في أهله و ذوى رحمه من بنى عمه، ثم عاد الشافعيّ إلى العراق في سنة خمس و تسعين و مائة، فاجتمع به جماعة من العلماء هذه المرة منهم أحمد بن حنبل و أبو ثور و الحسين بن على الكرابيسي، و الحارث بن شريح البقال، و أبو عبد الرحمن الشافعيّ، و الزعفرانيّ، و غيرهم. ثم رجع إلى مكة ثم رجع إلى بغداد سنة ثمان و تسعين و مائة، ثم انتقل منها إلى مصر فأقام بها إلى أن مات في هذه السنة، سنة أربع و مائتين. و صنف بها كتابه الأم و هو من كتبه الجديدة لأنها من رواية الربيع ابن سليمان، و هو مصرى. و قد زعم إمام الحرمين و غيره أنها من القديم، و هذا بعيد و عجيب من مثله و اللَّه أعلم.

و قد أثنى على الشافعيّ غير واحد من كبار الأئمة منهم عبد الرحمن بن مهدي و سأله أن يكتب له كتابا في الأصول فكتب له الرسالة، و كان يدعو له في الصلاة دائما، و شيخه مالك بن أنس و قتيبة ابن سعيد. و قال: هو إمام. و سفيان بن عيينة، و يحيى بن سعيد القطان، و كان يدعو له أيضا في‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست