responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 251

ذلك، فعلم منهم بذلك الطاعة و الموافقة، و قيل إنه مكث يلبس الخضرة بعد قدومه بغداد سبعا و عشرين يوما، فاللَّه أعلم.

و لما جاء إليه عمه إبراهيم بن المهدي بعد اختفائه ست سنين و شهورا قال له المأمون: أنت الخليفة الأسود، فأخذ في الاعتذار و الاستغفار، ثم قال: أنا الّذي مننت عليه يا أمير المؤمنين بالعفو، و أنشد المأمون عند ذلك:

ليس يزرى السواد بالرجل الشهم‌* * * و لا بالفتى الأديب الأريب‌

إن يكن للسواد منك نصيب‌* * * فبياض الأخلاق منك نصيبي‌

قال ابن خلكان: و قد نظم هذا المعنى بعض المتأخرين و هو نصر اللَّه بن قلانس الإسكندري فقال:

رب سوداء و هي بيضاء فعل‌* * * حسد المسك عندها الكافور

مثل حب العيون يحسبه الناس‌* * * سوادا و إنما هو نور

و كان المأمون قد شاور في قتل عمه إبراهيم بن المهدي بعض أصحابه فقال له أحمد بن خالد الوزير الأحول: يا أمير المؤمنين إن قتلته فلك نظراء في ذلك، و إن عفوت عنه فما لك نظير. ثم شرع المأمون في بناء قصور على دجلة إلى جانب قصره، و سكنت الفتن و انزاحت الشرور، و أمر بمقاسمة أهل السواد على الخمسين، و كانوا يقاسمون على النصف. و اتخذ القفيز الملحم و هو عشرة مكاكى بالمكوك الأهوازي، و وضع شيئا كثيرا من خراجات بلادشتى، و رفق بالناس في مواضع كثيرة، و ولى أخاه أبا عيسى بن الرشيد الكوفة، و ولى أخاه صالح البصرة، و ولى عبيد اللَّه بن الحسين ابن عبد اللَّه بن العباس بن على بن أبى طالب نيابة الحرمين، و هو الّذي حج بالناس فيها. و واقع يحيى بن معاذ بابك الخرّمى فلم يظفر به.

و فيها توفى من الأعيان جماعة منهم:

أبو عبد اللَّه محمد بن إدريس الشافعيّ‌

و قد أفردنا له ترجمة مطولة في أول كتابنا طبقات الشافعيين، و لنذكر هاهنا ملخصا من ذلك و باللَّه المستعان.

هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم ابن المطلب بن عبد مناف بن قصي، القرشي المطلبي، و السائب بن عبيد أسلم يوم بدر، و ابنه شافع ابن السائب من صغار الصحابة، و أمه أزدية. و قد رأت حين حملت به كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية. و قد ولى الشافعيّ بغزة، و قيل بعسقلان، و قيل باليمن سنة خمسين و مائة، و مات أبوه و هو صغير فحملته أمه إلى مكة و هو ابن سنتين لئلا يضيع نسبه، فنشأ بها و قرأ القرآن و هو ابن سبع سنين، و حفظ الموطأ و هو ابن عشر، و أفتى و هو ابن‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست