responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 250

من جهة المأمون فحاصر بغداد. و طمع جندها في العطاء إذا قدم فطاوعوه على السمع و الطاعة للمأمون.

و قد قاتل عيسى بن محمد بن أبى خالد في جماعة من جهة إبراهيم بن المهدي، ثم احتال عيسى حتى صار في أيدي المأمونية أسيرا، ثم آل الحال إلى اختفاء إبراهيم بن المهدي في آخر هذه السنة.

و كانت أيامه سنة و أحد عشر شهرا و اثنى عشر يوما. و قدم المأمون في هذا الوقت إلى همذان و جيوشه قد استنقذوا بغداد إلى طاعته. و حج بالناس في هذه السنة سليمان بن عبد اللَّه بن سليمان ابن على.

و فيها توفى من الأعيان:

على بن موسى‌

ابن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب، القرشي الهاشمي العلويّ الملقب بالرضى، كان المأمون قد هم أن ينزل له عن الخلافة فأبى عليه ذلك، فجعله ولى العهد من بعده كما قدمنا ذلك. توفى في صفر من هذه السنة بطوس.

و قد روى الحديث عن أبيه و غيره، و عنه جماعة منهم المأمون و أبو السلط الهروي و أبو عثمان المازني النحويّ، و قال سمعته يقول: اللَّه أعدل من أن يكلف العباد ما لا يطيقون، و هم أعجز من أن يفعلوا ما يريدون. و من شعره:

كلنا يأمل مدا في الأجل‌* * * و المنايا هن آفات الأمل‌

لا تغرنك أباطيل المنى‌* * * و الزم القصد و دع عنك العلل‌

إنما الدنيا كظل زائل‌* * * حل فيه راكب ثم ارتحل‌

ثم دخلت سنة أربع و مائتين‌

فيها كان قدوم المأمون أرض العراق، و ذلك أنه مر بجرجان فأقام بها شهرا، ثم سار منها و كان ينزل في المنزل يوما أو يومين، ثم جاء إلى النهروان فأقام بها ثمانية أيام، و قد كتب إلى طاهر بن الحسين و هو بالرقة أن يوافيه إلى النهروان فوافاه بها و تلقاه رءوس أهل بيته و القواد و جمهور الجيش، فلما كان يوم السبت الآخر دخل بغداد حين ارتفع النهار لأربع عشرة ليلة خلت من صفر، في أبهة عظيمة و جيش عظيم، و عليه و على جميع أصحابه و فتيانه الخضرة، فلبس أهل بغداد و جميع بنى هاشم الخضرة، و نزل المأمون بالرصافة ثم تحول إلى قصر على دجلة، و جعل الأمراء و وجوه الدولة يترددون إلى منزله على العادة، و قد تحول لباس البغاددة إلى الخضرة، و جعلوا يحرقون كل ما يجدونه من السواد، فمكثوا كذلك ثمانية أيام. ثم استعرض حوائج طاهر بن الحسين فكان أول حاجة سألها أن يرجع إلى لباس السواد، فإنه لباس آبائه من دولة ورثة الأنبياء. فلما كان السبت الآخر و هو الثامن و العشرين من صفر جلس المأمون للناس و عليه الخضرة، ثم إنه أمر بخلعة سوداء فألبسها طاهرا، ثم ألبس بعده جماعة من الأمراء السواد، فلبس الناس السواد و عادوا إلى‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست