responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 249

ابن المهدي. فاستدعى المأمون بجماعة من أمرائه و أقربائه فسألهم عن ذلك فصدقوا عليا فيما قال، بعد أخذهم الأمان منه، و قالوا له: إن الفضل بن سهل حسن لك قتل هرثمة، و قد كان ناصحا لك.

فعاجله بقتله، و إن طاهر بن الحسين مهد لك الأمور حتى قاد إليك الخلافة بزمامها فطردته إلى الرقة فقعد لا عمل له و لا تستنهضه في أمر، و إن الأرض تفتقت بالشرور و الفتن من أقطارها. فلما تحقق ذلك المأمون أمر بالرحيل إلى بغداد، و قد فطن الفضل بن سهل بما تمالأ عليه أولئك الناصحون، فضرب قوما و نتف لحي بعضهم. و سار المأمون فلما كان بسرخس عدا قوم على الفضل بن سهل وزير المأمون و هو في الحمام فقتلوه بالسيوف، و ذلك يوم الجمعة لليلتين خلتا من شوال و له ستون سنة، فبعث المأمون في آثارهم فجي‌ء بهم و هم أربعة من المماليك فقتلهم، و كتب إلى أخيه الحسن بن سهل يعزيه فيه، و ولاه الوزارة مكانه، و ارتحل المأمون من سرخس يوم عيد الفطر نحو العراق و إبراهيم بن المهدي بالمدائن، و في مقابلته جيش يقاتلونه من جهة المأمون.

و فيها تزوج المأمون بوران بنت الحسن بن سهل، و زوج على بن موسى الرضى بابنته أم حبيب و زوج ابنه محمد بن على بن موسى بابنته الأخرى أم الفضل. و حج بالناس إبراهيم بن موسى بن جعفر أخو على الرضى، و دعا لأخيه بعد المأمون، ثم انصرف بعد الحج إلى اليمن، و قد كان تغلب عليها حمدويه بن على بن موسى بن ماهان. و فيها توفى: أيوب بن سويد. و ضمرة. و عمرو بن حبيب.

و الفضل بن سهل الوزير. و أبو يحيى الحماني.

ثم دخلت سنة ثلاث و مائتين‌

فيها وصل المأمون العراق و مر بطوس فنزل بها و أقام عند قبر أبيه أياما من شهر صفر، فلما كان في آخر الشهر أكل على بن موسى الرضى عنبا فمات فجأة فصلى عليه المأمون و دفنه إلى جانب أبيه الرشيد، و أسف عليه أسفا كثيرا فيما ظهر، و كتب إلى الحسن بن سهل يعزيه فيه و يخبره بما حصل له من الحزن عليه، و كتب إلى بنى العباس يقول لهم: إنكم إنما نقمتم على بسبب توليتي العهد من بعدي لعلى بن موسى الرضى، و ها هو قد مات فارجعوا إلى السمع و الطاعة. فأجابوه بأغلظ جواب كتب به إلى أحد. و فيها تغلبت الثوار على الحسن بن سهل حتى قيد بالحديد و أودع في بيت، فكتب الأمراء بذلك إلى المأمون، فكتب إليهم إني واصل على إثر كتابي هذا. ثم جرت حروب كثيرة بين إبراهيم و أهل بغداد، و تنكروا عليه و أبغضوه. و ظهرت الفتن و الشطار و الفساق ببغداد و تفاقم الحال، و صلوا يوم الجمعة ظهرا، أمهم المؤذنون فيها من غير خطبة، صلوا أربع ركعات، و اشتد الأمر و اختلف الناس فيما بينهم في إبراهيم و المأمون، ثم غلبت المأمونية عليهم.

ذكر خلع أهل بغداد إبراهيم بن المهدي و دعائهم للمأمون‌

لما كان يوم الجمعة المقبلة دعا الناس للمأمون و خلعوا إبراهيم، و أقبل حميد بن عبد الحميد في جيش‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست