responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 25

منجنيقا، فمكث كذلك ثمانية أشهر يرميهم ليلا و نهارا، و يخرجون إليه كل يوم و يقاتلون ثم يرجعون. هذا و قد ذهب سليمان و طائفة من الجيش معه إلى تدمر و قد اعترضوا جيش مروان في الطريق و هموا بالفتك به و أن ينتهبوه فلم يمكنهم ذلك، و تهيأ لهم مروان فقاتلهم فقتلوا من جيشه قريبا من ستة آلاف و هم تسعمائة، و انصرفوا إلى تدمر، و لزم مروان محاصرة حمص كمال عشرة أشهر، [فلما تتابع عليهم البلاء، و لزمهم الذل، سألوه أن يؤمنهم فأبى إلى أن ينزلوا على حكمه، ثم سألوه الأمان على أن يمكنوه من سعيد بن هشام‌] [1] و ابنيه مروان و عثمان و من السكسكي الّذي كان حبس معه، و من حبشي كان يفترى عليه و يشتمه فأجابهم إلى ذلك فأمنهم و قتل أولئك، ثم سار إلى الضحاك، و كان عبد اللَّه بن عمرو بن عبد العزيز نائب العراق قد صالح الضحاك الخارجي على ما بيده من الكوفة و أعمالها، و جاءت خيول مروان قاصدة إلى الكوفة، فتلقاهم نائبها من جهة الضحاك ملحان الشيباني- فقاتلهم- فقتل ملحان، و استناب الضحاك عليها المثنى بن عمران من بنى عائذة، و سار الضحاك في ذي القعدة إلى الموصل، و سار ابن هبيرة إلى الكوفة فانتزعها من أيدي الخوارج، و أرسل الضحاك جيشا إلى الكوفة فلم يجد شيئا.

و في هذه السنة خرج الضحاك بن قيس الشيباني، و كان سبب خروجه أن رجلا يقال له سعيد بن بهدل- و كان خارجيا- اغتنم غفلة الناس و اشتغالهم بمقتل الوليد بن يزيد، فثار في جماعة من الخوارج بالعراق، فالتف عليه أربعة آلاف- و لم تجتمع قبلها الخارجي- فقصدتهم الجيوش فاقتتلوا معهم، فتارة يكسرون و تارة يكسرون، ثم مات سعيد بن بهدل في طاعون أصابه، و استخلف على الخوارج من بعده الضحاك بن قيس هذا، فالتف أصحابه عليه، و التقى هو و جيش كثير فغلبت الخوارج و قتلوا خلقا كثيرا، منهم عاصم بن عمر بن عبد العزيز- أخو أمير العراق عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز- فرثاه بأشعار. ثم قصد الضحاك بطائفة من أصحابه مروان فاجتاز بالكوفة، فنهض إليه أهلها فكسرهم و دخل الكوفة فاستحوذ عليها، و استناب بها رجلا اسمه حسان، ثم استناب ملحان الشيباني في شعبان من هذه السنة، و سار هو في طلب عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز نائب العراق، فالتقوا فجرت بينهم حروب كثيرة يطول ذكرها و تفصيلها.

و في هذه السنة اجتمعت جماعة من الدعاة إلى بنى العباس عند إبراهيم بن محمد الامام و معهم أبو مسلم الخراساني، فدفعوا إليه نفقات كثيرة، و أعطوه خمس أموالهم، و لم ينتظم لهم أمر في هذه السنة لكثرة الشرور و المنتشرة، و الفتن الواقعة بين الناس. و في هذه السنة خرج بالكوفة معاوية ابن عبد اللَّه بن جعفر بن أبى طالب، فدعا إلى نفسه و خرج إلى محاربة أمير العراق عبد اللَّه بن عمر


[1] زيادة من المصرية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست