responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 26

ابن عبد العزيز، فجرت بينهما حروب يطول ذكرها، ثم أجلاه عنها فلحق بالجبال فتغلب عليها.

و في هذه السنة خرج الحارث بن سريج الّذي كان لحق ببلاد الترك و مالأهم على المسلمين فمن اللَّه عليه بالهداية و وفقه حتى خرج إلى بلاد الشام، و كان ذلك عن دعاء يزيد بن الوليد إلى الرجوع إلى الإسلام و أهله فأجابه إلى ذلك، و خرج إلى خراسان فأكرمه نصر بن سيار نائب سورة [1]، و استمر الحارث ابن سريج على الدعوة إلى الكتاب و السنة و طاعة الامام، و عنده بعض المناوأة لنصر بن سيار.

قال الواقدي و أبو معشر: و حج بالناس في هذه السنة عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أمير الحجاز و مكة و المدينة و الطائف، و أمير العراق نضر بن سعيد الحرشيّ، و قعد خرج عليه الضحاك الحروري، و عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز. و أمير خراسان نصر بن سيار، و قد خرج عليه الكرماني و الحارث بن سريج. و ممن توفى في هذه السنة:

بكر بن الأشج و سعد بن إبراهيم و عبد اللَّه بن دينار و عبد الملك بن مالك الجزري و عمير بن هانئ و مالك بن دينار و وهب بن كيسان و أبو إسحاق السبيعي.

ثم دخلت سنة ثمان و عشرين و مائة

فيها كان مقتل الحارث بن سريج، و كان سبب ذلك أن يزيد بن الوليد الناقص كان قد كتب إليه كتاب أمان، حتى خرج من بلاد الترك و صار إلى المسلمين و رجع عن موالاة المشركين إلى نصرة الإسلام و أهله، و أنه وقع بينه و بين نصر بن سيار نائب خراسان وحشة و منافسات كثيرة يطول ذكرها، فلما صارت الخلافة إلى مروان بن محمد استوحش الحارث بن سريج من ذلك. و تولى ابن هبيرة نيابة العراق، و جاءت البيعة لمروان، فامتنع الحارث من قبولها و تكلم في مروان، و جاءه مسلمة بن أحوز أمير الشرطة، و جماعة من رءوس الأجناد و الأمراء، و طلبوا منه أن يكف لسانه و يده، و أن لا يفرق جماعة المسلمين، فأبى و برز ناحية عن الناس، و دعا نصر بن سيار إلى ما هو عليه من الدعوة إلى الكتاب و السنة فامتنع نصر من موافقته، و استمر هو على خروج على الإسلام.

و أمر الجهم بن صفوان مولى بنى راسب و يكنى بأبي محرز- و هو الّذي نسبت إليه الفرقة الجهمية- أن يقرأ كتابا فيه سيرة الحارث على الناس، و كان الحارث يقول أنا صاحب الرايات السود. فبعث إليه نصر يقول: لئن كنت ذاك فلعمري إنكم الذين تخربون سور دمشق و تزيلون بنى أمية، فخذ مني خمسمائة رأس و مائة بعير، و إن كنت غيره فقد أهلكت عشيرتك. فبعث إليه الحارث يقول:

لعمري إن هذا لكائن. فقال له نصر: فابدأ بالكرمانى أولا، ثم سر إلى الري، و أنا في طاعتك إذا وصلتها. ثم تناظر نصر و الحارث و رضيا أن يحكم بينهما مقاتل بن حيان و الجهم بن صفوان [فحكما]


[1] كذا. و لعل فيه تحريفا صوابه (نائب خراسان).

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست