responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 24

إلى ديار مصر فتغلب عليها و قتل نائب مروان فيها، فأرسل إليهم مقطع اليدين و الرجلين ليعرفوا بطلان ما كانوا به أرجفوا. و أقام الخليفة مروان بدير أيوب (عليه السلام) مدة حتى بايع لابنه عبد اللَّه ثم عبيد اللَّه و زوجهما ابنتي هشام، و هما أم هشام و عائشة، و كان مجمعا حافلا و عقدا هائلا، و مبايعة عامة، و لكن لم تكن في نفس الأمر تامة. و قدم الخليفة إلى دمشق و أمر بثابت و أصحابه بعد ما كانوا تقطعوا أن يصلبوا على أبواب البلد، و لم يستبق منهم أحدا إلا واحدا و هو عمرو بن الحارث الكلبي، و كان عنده فيما زعم على بودائع كان ثابت بن نعيم أودعها عند أقوام. و استوسق أمر الشام لمروان ما عدا تدمر، فسار من دمشق فنزل القسطل من أرض حمص، و بلغه أن أهل تدمر قد غوروا ما بينه و بينهم من المياه، فاشتد غضبه عليهم و معه جحافل من الجيوش، فتكلم الأبرش بن الوليد و كانوا قومه فسأل منه أن يرسل إليهم أولا ليعذر إليهم، فبعث عمرو بن الوليد أخا الأبرش، فلما قدم عليهم لم يلتفتوا إليه و لا سمعوا له قولا فرجع، فهم الخليفة أن يبعث الجنود فسأله الأبرش أن يذهب إليهم بنفسه فأرسله، فلما قدم عليهم الأبرش كلمهم و استمالهم إلى السمع و الطاعة، فأجابه أكثرهم و امتنع بعضهم، فكتب إلى الخليفة يعلمه بما وقع، فأمره الخليفة أن يهدم بعض سورها، و أن يقبل بمن أطاعه منهم إليه، ففعل. فلما حضروا عنده سار بمن معه من الجنود نحو الرصافة على طريق البرية، و معه من الرءوس إبراهيم بن الوليد المخلوع، و سليمان بن هشام، و جماعة من ولد الوليد و يزيد و سليمان، فأقام بالرصافة أياما ثم شخص إلى البرية، فاستأذنه سليمان بن هشام أن يقيم هناك أياما ليستريح و يجم ظهره فأذن له، فانحدر مروان فنزل عند واسط على شط الفرات فأقام ثلاثا ثم مضى إلى قرقيسيا، و ابن هبيرة بها ليبعثه إلى العراق لمحاربة الضحاك بن قيس الشيباني الخارجي الحروري، و اشتغل مروان بهذا الأمر، و أقبل عشرة آلاف فارس ممن كان مروان قد بعثهم في بعض السرايا، فاجتازوا بالرصافة و فيها سليمان بن هشام بن عبد الملك الّذي كان استأذن الخليفة في المقام هناك للراحة، فدعوه إلى البيعة له و خلع مروان بن محمد و محاربته، فاستزله الشيطان فأجابهم إلى ذلك، و خلع مروان و سار بالجيوش إلى قنسرين، و كاتب أهل الشام فانفضوا إليه من كل وجه، و كتب سليمان إلى ابن هبيرة الّذي جهزه مروان لقتال الضحاك بن قيس الخارجي يأمره بالمسير إليه، فالتف إليه نحو من سبعين ألفا، و بعث مروان إليهم عيسى بن مسلم في نحو من سبعين ألفا فالتقوا بأرض قنسرين فاقتتلوا قتالا شديدا، و جاء مروان و الناس في الحرب فقاتلهم أشد القتال فهزمهم و قتل يومئذ إبراهيم بن سليمان بن هشام، و كان أكبر ولده، و قتل منهم نيفا و ثلاثين ألف، و ذهب سليمان مغلوبا فأتى حمص فالتف عليه من انهزم من الجيش فعسكر بهم فيها، و بنى ما كان مروان هدم من سورها. فجاءهم مروان فحاصرهم بها و نصب عليهم نيفا و ثمانين‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست