نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 248
قال في ذلك شعرا. و قد ذكر ابن الجوزي و غيره أن سلما توفى قبل ذلك بسنين فاللَّه أعلم.
و فيها أصاب أهل خراسان و الري و أصبهان مجاعة شديدة و غلا الطعام جدا. و فيها تحرك بابك الخرّمى و اتبعه طوائف من السفلة و الجهلة و كان يقول بالتناسخ. و سيأتي ما آل أمره إليه. و فيها حج بالناس إسحاق بن موسى بن عيسى الهاشمي.
و فيها توفى من الأعيان: أبو أسامة حماد بن أسامة. و حماد بن مسعدة. و حرسى بن عمارة.
و على بن عاصم. و محمد بن محمد صاحب أبى السرايا الّذي قد كان بايعه أهل الكوفة بعد ابن طباطبا.
ثم دخلت سنة ثنتين و مائتين
في أول يوم منها بويع لإبراهيم بن المهدي بالخلافة ببغداد و خلع المأمون، فلما كان يوم الجمعة خامس المحرم صعد إبراهيم بن المهدي المنبر فبايعه الناس و لقب بالمبارك، و غلب على الكوفة و أرض السواد، و طلب منه الجند أرزاقهم فماطلهم ثم أعطاهم مائتي درهم لكل واحد، و كتب لهم بتعويض من أرض السواد، فخرجوا لا يمرون بشيء إلا انتهبوه، و أخذوا حاصل الفلاح و السلطان، و استناب على الجانب الشرقي العباس بن موسى الهادي، و على الجانب الغربي إسحاق بن موسى الهادي.
و فيها خرج خارجي يقال له مهدي بن علوان، فبعث إليهم إبراهيم جيشا عليهم أبو إسحاق المعتصم ابن الرشيد في جماعة من الأمراء فكسره و رد كيده. و فيها خرج أخو أبى السرايا فبيض بالكوفة فأرسل إليه إبراهيم بن المهدي من قاتله فقتل أخو أبى السرايا و أرسل برأسه إلى إبراهيم، و لما كان ليلة أربع عشرة من ربيع الآخر من هذه السنة ظهرت في السماء حمرة ثم ذهبت و بقي بعدها عمودان أحمران في السماء إلى آخر الليل، و جرت بالكوفة حروب بين أصحاب إبراهيم و أصحاب المأمون، و اقتتلوا قتالا شديدا. و على أصحاب إبراهيم السواد، و على أصحاب المأمون الخضرة، و استمر القتال بينهم إلى أواخر رجب.
و فيها ظفر إبراهيم بن المهدي بسهل بن سلامة المطوع فسجنه، و ذلك أنه التف عليه جماعة من الناس يقومون بالأمر بالمعروف و النهى عن المنكر، و لكن كانوا قد جاوزوا الحد و أنكروا على السلطان و دعوا إلى القيام بالكتاب و السنة، و صار باب داره كأنه باب دار السلطان، عليه السلاح و الرجال و غير ذلك من أبهة الملك، فقاتله الجند فكسروا أصحابه فألقى السلاح و صار بين النساء و النظارة ثم اختفى في بعض الدور، فأخذ و جيء به إلى إبراهيم فسجنه سنة كاملة. و فيها أقبل المأمون من خراسان قاصدا العراق، و ذلك أن على بن موسى الرضى أخبر المأمون بما الناس فيه من الفتن و الاختلاف بأرض العراق، و بأن الهاشميين قد أنهوا إلى الناس بأن المأمون مسحور و مسجون، و أنهم قد نقموا عليك ببيعتك لعلى بن موسى، و أن الحرب قائمة بين الحسن بن سهل و بين إبراهيم
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 248