responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 246

أدارت مرو رأس أبى السرايا* * * و أبقت عبرة للعالمينا

و كان الّذي في يده البصرة من الطالبيين زيد بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين ابن على، و يقال له زيد النار، لكثرة ما حرق من البيوت التي للمسودة، فأسره على بن سعيد و أمنه و بعث به و بمن معه من القواد إلى اليمن لقتال من هناك من الطالبيين.

و فيها خرج باليمن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على، و يقال له الجزار لكثرة من قتل من أهل اليمن، و أخذ من أموالهم. و هو الّذي كان بمكة و فعل فيها ما فعل كما تقدم، فلما بلغة قتل أبى السرايا هرب إلى اليمن، فلما بلغ نائب اليمن خبره ترك اليمن و سار إلى خراسان و اجتاز بمكة و أخذ أمه منها. و استحوذ إبراهيم هذا على بلاد اليمن و جرت حروب كثيرة يطول ذكرها، و رجع محمد بن جعفر العلويّ عما كان بزعمه، و كان قد ادعى الخلافة بمكة، و قال: كنت أظن أن المأمون قد مات و قد تحققت حياته، و أنا أستغفر اللَّه و أتوب إليه مما كنت ادعيت من ذلك، و قد رجعت إلى الطاعة و أنا رجل من المسلمين. و لما هزم هرثمة أبا السرايا و من كان معه من ولاة الخلافة و هو محمد بن محمد وشى بعض الناس إلى المأمون أن هرثمة راسل أبا السرايا و هو الّذي أمره بالظهور، فاستدعاه المأمون إلى مرو فأمر به فضرب بين يديه و وطئ بطنه ثم رفع إلى الحبس ثم قتل بعد ذلك بأيام، و انطوى خبره بالكلية. و لما وصل خبر قتله إلى بغداد عبثت العامة و الحربية بالحسن ابن سهل نائب العراق و قالوا: لا نرضى به و لا بعماله ببلادنا، و أقاموا إسحاق بن موسى المهدي نائبا، و اجتمع أهل الجانبين على ذلك، و التفت على الحسن بن سهل جماعة من الأمراء و الأجناد، و أرسل من وافق العامة على ذلك من الأمراء يحرضهم على القتال، و جرت الحروب بينهم ثلاثة أيام في شعبان من هذه السنة. ثم اتفق الحال على أن يعطيهم شيئا من أرزاقهم ينفقونها في شهر رمضان، فما زال يمطلهم إلى ذي القعدة حتى يدرك الزرع، فخرج في ذي القعدة زيد بن موسى الّذي يقال له زيد النار، و هو أخو أبى السرايا، و قد كان خروجه هذه المرة بناحية الأنبار، فبعث إليه على بن هشام نائب بغداد عن الحسن بن سهل و الحسن بالمدائن إذ ذاك فأخذ و أتى به إلى على ابن هشام، و أطفأ اللَّه ثائرته.

و بعث المأمون في هذه السنة يطلب من بقي من العباسيين، و أحصى كم العباسيون فبلغوا ثلاثة و ثلاثين ألفا، ما بين ذكور و أناث. و فيها قتلت الروم ملكهم اليون، و قد ملكهم سبع سنين، و ملكوا عليهم ميخائيل نائبة. و فيها قتل المأمون يحيى بن عامر بن إسماعيل، لأنه قال للمأمون:

يا أمير الكافرين. فقتل صبرا بين يديه. و فيها حج بالناس محمد بن المعتصم بن هارون الرشيد.

و فيها توفى من الأعيان:

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست