responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 245

فتمنع ثم قدم عليه فخرج إلى أبى السرايا فهزم أبا السرايا غير مرة و طرده حتى رده إلى الكوفة.

و وثب الطالبيون على دور بنى العباس بالكوفة فنهبوها و خربوا ضياعهم، و فعلوا أفعالا قبيحة، و بعث أبو السرايا إلى المدائن فاستجابوا، و بعث إلى أهل مكة حسين بن حسن الأفطس ليقيم لهم الموسم فخاف أن يدخلها جهرة، و لما سمع نائب مكة- و هو داود بن عيسى بن موسى بن على بن عبد اللَّه بن عباس- هرب من مكة طالبا أرض العراق، و بقي الناس بلا إمام فسئل مؤذنها أحمد ابن محمد بن الوليد الأزرقي أن يصلى بهم فأبى، فقيل لقاضيها محمد بن عبد الرحمن المخزومي فامتنع، و قال: لمن أدعو و قد هرب نواب البلاد. فقدم الناس رجلا منهم فصلى بهم الظهر و العصر، و بلغ الخبر إلى حسين الأفطس فدخل مكة في عشرة أنفس قبل الغروب فطاف بالبيت، ثم وقف بعرفة ليلا و صلى بالناس الفجر بمزدلفة و أقام بقية المناسك في أيام منى، فدفع الناس من عرفة بغير إمام. و فيها توفى إسحاق بن سليمان. و ابن نمير. و ابن سابور. و عمر و العنبري، والد مطيع البلخي.

و يونس بن بكير

. ثم دخلت سنة مائتين من الهجرة

في أول يوم منها جلس حسين بن حسن الأفطس على طنفسة مثلثة خلف المقام و أمر بتجريد الكعبة مما عليها من كساوى بنى العباس، و قال: نطهرها من كساويهم. و كساها ملاءتين صفراوتين عليهما اسم أبى السرايا، ثم أخذ ما في كنز الكعبة من الأموال، و تتبع ودائع بنى العباس فأخذها، حتى أنه أخذ مال ذوى المال و يزعم أنه للمسودة. و هرب منه الناس إلى الجبال، و سبك ما على رءوس الأساطين من الذهب، و كان ينزل مقدار يسير بعد جهد، و قلعوا ما في المسجد الحرام من الشبابيك و باعوها بالبخس، و أساءوا السيرة جدا. فلما بلغه مقتل أبى السرايا كتم ذلك و أمّر رجلا من الطالبيين شيخا كبيرا، و استمر على سوء السيرة، ثم هرب في سادس عشر المحرم منها، و ذلك لما قهر هرثمة أبا السرايا و هزم جيشه و أخرجه و من معه من الطالبيين من الكوفة، و دخلها هرثمة و منصور بن المهدي فأمنوا أهلها و لم يتعرضوا لأحد. و سار أبو السرايا بمن معه إلى القادسية، ثم سار منها فاعترضهم بعض جيوش المأمون فهزمهم أيضا و جرح أبو السرايا جراحة منكرة جدا، و هربوا يريدون الجزيرة إلى منزل أبى السرايا برأس العين، فاعترضهم بعض الجيوش أيضا فأسروهم و أتوا بهم الحسن بن سهل و هو بالنهروان حين طردته الحربية، فأمر بضرب عنق أبى السرايا فجزع من ذلك جزعا شديدا جدا و طيف برأسه و أمر بجسده أن يقطع اثنتين و ينصب على جسرى بغداد، فكان بين خروجه و قتله عشرة أشهر. فبعث الحسن بن سهل بن محمد إلى المأمون مع رأس أبى السرايا. و قال بعض الشعراء:

أ لم تر ضربة الحسن بن سهل‌* * * بسيفك يا أمير المؤمنينا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست